responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 246


الآخرة وجزاءها ، أعطاه اللَّه شيئا منها ، على حسب إرادته وحكمته ومشيئته في كلا الحالين .
وكثير من الأنبياء السابقين قاتل معه في سبيل اللَّه جماعات كثيرة ، فما وهنوا ولا ضعفوا ولا خضعوا للدنيا ومتاعها ، بل ظلوا صابرين ثابتين على المبدأ ، واللَّه يحب الصابرين ، وما كان قول أولئك المجاهدين إلا أن قالوا : ربنا اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا ، وإسرافنا وتجاوزنا أمرك ، وثبّت أقدامنا على صراطك المستقيم وأمام عدوك ، وانصرنا على القوم الكافرين ، فآتاهم اللَّه ثواب الدنيا بالرضا والسعادة والعزة والنصر ، وثواب الآخرة وهو الجنة والرضوان ، واللَّه يرضى عن المحسنين ويكافئهم بالفوز العظيم .
وما دام الأجل محتوما ومحددا ، فيكون ذلك باعثا على الإقدام والتضحية والاستبسال في سبيل إحراز النصر في الحياة على الأهواء والشهوات أم على الأعداء ووساوس الشياطين .
وإن الجهل بالأجل أو العمر فيه الخير والمصلحة ، فيبقى الإنسان في أمل وتفاؤل ، ويبتعد عن اليأس والإحباط ، أما إذا علم الإنسان بوقت أجله ، فيفقد الأمل ويعيش منتظرا الأجل المعلوم ، وكم رأينا بعض المرضى الذين يخبرهم الأطباء بألا أمل من شفائهم يعيشون بائسين حزينين مكروبين ، قلقين في أنفسهم ، ومزعجين لغيرهم .
عاقبة ولاء الكفار يمتحن اللَّه تعالى عادة عباده بأنواع مختلفة من الاختبارات ، في السلم والحرب ، أو في الرخاء والشدة ، أو في الغنى والفقر ، أو في الصحة والمرض ، أو في الحياة والموت ، أو في الفرح والمصيبة ، ليعرف المؤمن الصامد الثابت على العقيدة والمبدأ ،

246

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست