responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 239


اللَّه ، وما أعده للظالمين والعاصين ، فيرجعون ويتوبون إلى اللَّه ، ويندمون على ما فعلوا ، وينصرفون عن مهاوي الشيطان ، ويعملون بأخلاق الرحمن . أولئك الموصوفون بما ذكرهم : أهل الكمال والتوفيق الإلهي ، وجزاؤهم مغفرة من اللَّه ورضوان من ربهم ، وجنات تجري من تحتها الأنهار ماكثين فيها أبدا ، ولهم نعيم مقيم دائم ، ونعم ثواب العاملين المخلصين .
والخلاصة : قد يتحقق النصر للفئة الضالة المنحرفة امتحانا لأهل الإيمان ، وليكون ذلك النصر باعثا المؤمنين على إعادة الحساب وتصحيح الأخطاء ، والتفكير الجادّ في إعادة البناء ، وسد الثغرات وإزالة عوامل الضعف ، والانهزام ، وإيجاد جيل قوي وادع يدرك الأخطار ، ويلتزم بقانون النصر والغلبة الإلهية القائم على الحق والعدل ، وتحقيق التمكين في الأرض لأهل الصلاح المتوحدين المتضامنين ، قال اللَّه تعالى : * ( ولَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ( 105 ) ) * [ الأنبياء : 21 / 105 ] .
اتخاذ الأسباب لتحقيق العاقبة الطيبة يقرر القرآن الكريم قاعدة ثابتة دائمة في الحياة ، وهي أن مشيئة اللَّه تسير على نظم ثابتة ، ربطت فيها الأسباب بالمسببّات والنتائج ، مع أن اللَّه قادر على كل شيء ، ففي الحرب أو السلم ، أو الزرع أو التجارة أو التخطيط أو الدراسة العلمية مثلا إذا سار فيها الإنسان على الطرق السليمة ، نجح ، وإن كان شريرا مجوسيا ، وإن خرج الإنسان عن المعقول والمألوف ، واتبع طريقا غير معقولة ، أو تكاسل وأهمل ، كان من الخاسرين ، ولو كان شريفا حسيبا ، أو رجلا عظيما .
وأحق الناس بالتزام المعقول ، والاستفادة من هدي القرآن ، هم المؤمنون . قال

239

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست