responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 217


قال أهل الكتاب للنبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : كيف تدعي أنك على ملة إبراهيم وأنك أولى الناس به ، وإبراهيم وإسحاق والأنبياء بعدهم كانوا يعظمون بيت المقدس ، ويصلون إليه ، فلو كنت على ما كانوا لعظَّمته ، ولما تحولت إلى الكعبة ، فخالفت الجميع .
وقال مجاهد : تفاخر المسلمون واليهود ، فقالت اليهود : بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة ، لأنه مهاجر [1] الأنبياء ، وفي الأرض المقدسة ، وقال المسلمون :
بل الكعبة أفضل ، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية :
[ سورة آلعمران [3] : الآيات 96 الى 97 ] * ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ [2] مُبارَكاً وهُدىً لِلْعالَمِينَ ( 96 ) فِيه آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ ومَنْ دَخَلَه كانَ آمِناً ولِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْه سَبِيلًا ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ( 97 ) ) * [ ال عمران : 3 / 96 - 97 ] .
دلت هاتان الآيتان على مكانة البيت الحرام وما تميز به من مميزات : أولها - أنه أقدم بيت وضع للعبادة ، والأولية في الزمان تستلزم الأولية في الشرف والمكانة . بناه إبراهيم وإسماعيل كما قال اللَّه تعالى : * ( وإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وإِسْماعِيلُ . ) * [ البقرة : 2 / 127 ] .
ثم بني المسجد الأقصى بعد ذلك بعشرات السنين ، وقد جدّد بناءه بعد قرون سليمان بن داود .
سأل أبو ذر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قائلا : « يا رسول اللَّه ، أي مسجد وضع أول ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة » ( 3 ) .
الميزة الثانية - أن البيت الحرام بيت مبارك : كثير الخيرات والبركة المادية ، إذ هو بصحراء جرداء ، وتجبى إليه ثمرات كل شيء ، وتحمل إليه بضائع الدنيا ، وهو أيضا كثير البركة في الثواب والأجر .



[1] أي مواضع الهجرة .
[2] بكة أي مكة .
[3] أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي ذر .

217

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست