responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 214


وهو بستان بيرحاء في المدينة ، و تصدق زيد بن حارثة بفرس كان يحبها ، فأعطاها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ابنه أسامة ، فكأن زيدا شق عليه ، فقال له النبي : « أما إن اللَّه قد قبل صدقتك » وأعتق عمر بن الخطاب أكرم جارية لديه من سبي جلولاء . فالصدقة المقبولة هي من رغائب الأموال التي يضن بها أو يستأثر بها ، فيكون إخراجها مغالبة للنفس ، وتخليصا من شحها وبخلها .
يتبين من الآيات السابقة أن اللَّه تعالى يحب عباده أشد الحب ، وهو لا يرضى لهم إلا الخير ، وإبعادهم عن أسباب الشقاوة والشر ، وهو يحذرهم مما يضرهم في دنياهم وآخرتهم ، ويرغبهم في ترك ما هم عليه من الضلالة والانحراف ، والمبادرة إلى ساحة الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ، ليعيشوا في سعادة واطمئنان ، وبعد عن القلق النفسي وتعذيب الروح والضمير ، وكل ذلك تنبيه لأمتنا أيضا فإن الإيمان مدعاة للوفاق والمحبة والتعاون ، والكفر بيئة للتفرق والتشتت والضياع ، واللَّه دائما بالنصر والتأييد مع المؤمنين ، غاضب ساخط على غير المؤمنين ، وهو سبحانه أحكم الحاكمين في عالم الحساب .
تحريم إسرائيل على نفسه بعض الأطعمة كان يعقوب بن إبراهيم عليهما السلام وهو الملقب بإسرائيل ( أي الأمير المجاهد مع اللَّه ) قد أصيب بوجع عرق النّساء ، وطال سقمه منه ، وكان يحب لحوم الإبل وألبانها ، فجعل تحريم ذلك على نفسه ، شكرا لله تعالى إن شفي ، بقصد ترك الترفه والتنعم والزهد في الدنيا ، وكان هذا سائغا في شريعته ، واستمر هذا التحريم في بني إسرائيل ، وهذا يدل على أن للأنبياء أن يحرموا باجتهادهم على أنفسهم ما اقتضاه النظر لمصلحة أو قربة أو زهد ، ومن هذا على جهة المصلحة تحريم نبينا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم العسل على

214

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست