responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 208


الناس وحاجاتهم ، والأنبياء مهمتهم واحدة ، ودينهم واحد ، وهم إخوة يؤمن كل واحد منهم برسالة الآخر وشريعته ، لذا أخذ اللَّه تعالى ميثاق كل نبي بأنه يلتزم هو ومن آمن به الإيمان بمن أتى بعده من الرسل ، الظاهرة براهينهم ، ويلتزم نصرة بعضهم بعضا .
قال اللَّه تعالى :
[ سورة آلعمران [3] : الآيات 81 الى 82 ] * ( وإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثاقَ [1] النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِه ولَتَنْصُرُنَّه قالَ أَأَقْرَرْتُمْ [2] وأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي ( 3 ) قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ( 81 ) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ( 82 ) ) * [ ال عمران : 3 / 81 - 82 ] .
قال ابن عباس : إنما أخذ اللَّه ميثاق النبيين على قومهم ، فهو أخذ لميثاق الجميع ، وقال طاوس : أخذ اللَّه ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا . وقال علي بن أبي طالب : ما بعث اللَّه نبيا - آدم فمن بعده - إلا أخذ عليه العهد في محمد ، لئن بعث وهو حي ، ليؤمنن به ولينصرنه ، وأمره بأخذه على قومه ، ثم تلا هذه الآية .
هذه الآية تذكير للأمم والشعوب بما تضمنه الكتاب الإلهي والنبوة من وجوب إيمان كل نبي وكل فرد من أتباعه برسالات الأنبياء جميعا ، ومنها رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد اللَّه ، فهو الرسول المصدق لمن تقدمه من الكتب والأنبياء ، وعلى أتباع أولئك الأنبياء الإيمان به ومناصرته ، فذلك نصر لكل نبي سابق .
وقال اللَّه تعالى لمن أخذ عليهم الميثاق من الأنبياء وأقوامهم : أأقررتم وقبلتم ذلك الذي ذكر من الإيمان بالرسول المصدق لما معكم ونصرته ، أقبلتم عهدي وميثاقي المؤكد ؟ ! قالوا : أقررنا وصدقنا ، فقال اللَّه تعالى : فليشهد بعضكم على بعض ، وأنا معكم جميعا ، لا يغيب عن علمي شيء .



[1] الميثاق : العهد المؤكد .
[2] الإقرار بالشيء : النطق بما يدل على ثبوته .
[3] الإصر : العهد المؤكد الذي يمنع من التهاون .

208

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست