نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 190
اختيارا موفقا يؤدون فيه مهامهم أداء حسنا . غير أنه مع الأسف الشديد يرفض بعض الجهلاء هذا المبدأ العقلي السليم ، فهؤلاء المشركون وأهل الكتاب كانوا ينكرون على النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم نبوته لأنه بشر مثلهم ، وليس من بني إسرائيل ، فيرد اللَّه عليهم : إن اللَّه اصطفى آدم أبا البشر ونوحا الأب الثاني ، واصطفى من ذريتهما آل إبراهيم ، ومن آل إبراهيم آل عمران . والمشركون الوثنيون يعترفون باصطفاء آدم ونوح وآل إبراهيم ، لأنهم من سلالته ، وبنو إسرائيل يعترفون بهذا وباصطفاء آل عمران ، لأنهم من سلالة ( إسرائيل ) يعقوب حفيد إبراهيم . وإذا كان اللَّه اصطفى هؤلاء على غيرهم من غير مزية سبقت ، فما المانع من اصطفاء محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بعد ذلك على العالمين ، كما اصطفى آل عمران على غيرهم . واصطفى : أي اختار صفو الناس . لقد أوضح القرآن الكريم سنة اللَّه تعالى في اختيار الرسل ، فقال : [ سورة آلعمران ( 3 ) : الآيات 33 الى 34 ] * ( إِنَّ اللَّه اصْطَفى ( 1 ) آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ( 33 ) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ واللَّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 34 ) ) * [ ال عمران : 3 / 33 - 34 ] . والمعنى : إن اللَّه اختار آدم أبا البشر ، فجعله نبيا إلى بنيه ، واختار اللَّه نوحا وجعله أول رسول بعث إلى الناس لما عبدوا الأوثان ، وانتقم اللَّه بإغراقهم ، ونجاته هو ومن اتبعه . واختار اللَّه للنبوة والرسالة آل إبراهيم الخليل ، ومنهم سيد البشر وخاتم النبيين محمد . واصطفى اللَّه من ذرية إبراهيم آل عمران ، وعمران هذا : هو أب مريم وجدّ عيسى عليه السلام .
( 1 ) اختار .
190
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 190