responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 142


ولما ظهروا لقتال جالوت ( أمير العمالقة ) وجنوده ، قالوا : ربنا صبّرنا كثيرا ، وثبتنا وقوّنا على الجهاد وعدم الفرار ، وانصرنا على أعدائنا الكفار : جالوت وجنوده ، ومدّنا بالعون حتى نتغلب عليهم .
فاستجاب اللَّه دعاءهم ، وهزموا العمالقة بأمر اللَّه وإرادته ، وقتل داود بن إيشا - أحد جنود عسكر طالوت - جالوت الجبار الكافر ، وأعطى اللَّه داود النبوة وهي الحكمة ، وجعله ملكا على بني إسرائيل أثناء حياة طالوت ، بعد أن كان راعيا ، وعلَّمه ربه من علومه ، كصناعة الدروع ، ومعرفة منطق الطير . ولو لا مدافعة بعض الناس ببعضهم ، ومقاومة الأشرار ، لتغلب المفسدون ، وقتلوا المؤمنين ، وأهلكوا الحرث والنسل والناس الآمنين ، ولكن اللَّه صاحب الفضل على العالمين ، يتولى رعايتهم وحفظهم .
هذه آيات اللَّه في هذه القصة ، نقصّها عليك أيها النبي بالحق : وهو الخبر الصحيح من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف ، وإنك يا محمد النبي : من جملة رسل اللَّه ، يأتيك وحي اللَّه تعالى ، وتخبر به الناس ، وهذا تقوية لقلبه وإيناس وتثبيت لشأنه .
درجات الأنبياء وموقف الناس من رسالاتهم ليس كل الناس على درجة أو مرتبة واحدة ، وإنما يتفاوتون في درجاتهم ومراتبهم عند اللَّه وعند الناس بمقدار قيامهم بالواجب ، وتفانيهم في أداء الحق ، والتزامهم أوامر اللَّه ، وتباينهم في العمل الصالح .
وشاءت حكمة اللَّه أن يتفاوت الأنبياء والرسل أيضا في الدرجات بمقدار تضحياتهم وتفاوت آثارهم أو تأثيراتهم في الحياة الإنسانية ، فكان ذلك سببا في تفضيل بعض الأنبياء على بعض ، بتخصيصه بمفخرة ليست لغيره ، وأفضل الرسل :

142

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست