نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 114
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 219 ] * ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ والْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ لِلنَّاسِ وإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما ويَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّه لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ( 219 ) ) * [ البقرة : 2 / 219 ] . وقال سبحانه : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ والْمَيْسِرُ والأَنْصابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 90 ) ) * [ المائدة : 5 / 90 ] . وكان تعامل العرب في الجاهلية بالميسر على النحو التالي ، كانت سهام الميسر عندهم عشرة ، سبعة لها حظوظ ، لكل منها نصيب معلوم ، وثلاثة لا نصيب لها ، وكان لكل واحد منها اسم ، أكثرها حظا المعلَّى ، وأقلها حظا الفذّ ، فإذا جاء الشتاء واشتد البرد على الفقراء ، اشتروا الجزور ( الجمل ) وضمن الأغنياء ( الأيسار ) الثمن ، ثم تنحر الجزور ، ثم يجعلون السهام ( الأعواد ) العشرة في كيس أو ربابة ، ثم يحركها أمين المقامرين مرتين أو ثلاثا ، فيخرج منها الأقداح ( الأعواد ) فمن خرج له قدح من ذوات الأنصباء أخذ نصيبه ، ومن خرج له قدح مما لا نصيب له ، لم يأخذ شيئا ، وغرم ثمن الجزور كله ، وكانوا يدفعون الأنصباء الرابحة إلى الفقراء ، ولا يأكلون منها ، ويفتخرون بذلك ، ويذمون من لم يشترك معهم ، وذلك هو الميسر عند العرب ، ويشبه ما يسمى باليانصيب الخيري اليوم . حرم الله الميسر تحريما قاطعا كتحريم الخمر ، لأن الميسر إثم كبير ، يؤدي إلى اليسار والغنى الطارئ من غير تعب ولا جهد ، ويلحق الضرر بالخاسر ، فهو غرم مجهد ثقيل ، ويثير العداوة بلا سبب ، ويزرع الحقد والكراهية من غير مسوغ ، ويضيع الوقت من غير فائدة ، ويصرف العقل عن جادة التفكير النافع ، ومع ذلك فهو مدعاة للكسل والخمول ، واصطياد الثروة والمال من غير عناء ولا مشقة ، فلا يكون فيه بركة
114
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 114