responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 91


ففي هذه الآيات الكريمة عطف - سبحانه - قصة خلق آدم أبى البشر على قصة خلق لأنفس وخلق السماوات والأرض انتقالا في الاستدلال على أن اللَّه واحد ، وجمعا بين تعدد لأدلة وبين مختلف الحوادث وأصلها ، حتى يكون التدليل أجمع ، والإيمان باللَّه أقوى وأثبت .
وإذ وإذا ظرفان للزمان ، الأول للماضي والثاني للمستقبل ، فإن جاء إذ مع المضارع أفاد لماضى كقوله :
وإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْه . . . وإن جاء إذا مع الماضي أفاد الاستقبال كقوله : إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّه والْفَتْحُ .
وإذ هنا واقعة موقع المفعول به لعامل مقدر دل عليه المقام .
والمعنى : واذكر يا محمد وقت أن قال ربك للملائكة إنى جاعل في الأرض خليفة .
وقد جاء هذا المقدر هنا مصرحا به في آيات أخرى كما قال تعالى :
واذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ .
والملائكة جمع ملك . والتاء لتأنيث الجمع ، وأصله ملاك ، من ملك ، نحو شمال من شمل ، والهمزة زائدة وهو مقلوب مالك ، وقيل : إن ملاك من لأك إذا أرسل ، ومنه الألوكة ، أى :
الرسالة .
والملائكة ، هم جند من خلق اللَّه ، ركز اللَّه فيهم العقل والفهم ، وفطرهم على الطاعة ، وأقدرهم على التشكيل بأشكال مختلفة ، وعلى الأعمال العظيمة الشاقة ، ووصفهم في القرآن بأوصاف كثيرة منها أنهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون وأنهم لا يعصون اللَّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ومنها : أنهم رسل اللَّه أرسلهم بأمره « ومنهم رسل الوحى إلى من

91

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست