responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 81


أى : إن سكان الجنة كلما رزقوا في الجنة ثمرة من ثمراتها ، وجدوها مثل الذي رزقوه فيها من قبل ، في بلوغه الغاية من حسن المنظر ولذة الطعم .
وفي هذا إشارة إلى أن ثمار الجنة متماثلة في حسن منظرها ، ولذة طعمها بحيث لا تفضل ثمرة في ذلك على أخرى ، فجميع ثمرها يسر له القلب ، ويستحليه الذوق ، وإن اختلفت المناظر والطعوم .
ثم قال - تعالى - * ( وأُتُوا بِه مُتَشابِهاً ) * أى : يشبه بعضه بعضا في الصورة والرائحة ، ويختلف في اللذة والطعم ، أو في المزية والحسن ، وعن ابن عباس : « ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسامى » وهذه الجملة مؤكدة لما قبلها في معنى أن كل ثمر يشابه ما قبله في حسن المنظر ولذة الطعم مشابهة لا يفضل فيها ثمر على آخر بخلاف ثمر الدنيا ، فإنه يتفاوت في مناظره حسنا ، وفي طعومه لذة .
ويرى بعض العلماء حمل قوله - تعالى - : * ( قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ ) * على تقدير : من قبل دخول الجنة ، أى هذا الذي رزقناه في الدنيا ، وإلى هذا الرأى مال صاحب الكشاف فقد قال : « فإن قلت : كيف قيل . » هذا الذي رزقنا من قبل ؟ وكيف تكون ذات الحاضر عندهم في الجنة هي ذات الذي رزقوه في الدنيا ؟ قلت : معناه هذا مثل الذي رزقناه من قبل وشبهه ، بدليل قوله : * ( وأُتُوا بِه مُتَشابِهاً ) * فإن قلت : إلام يرجع الضمير في قوله : * ( وأُتُوا بِه ) * ؟ قلت :
إلى المرزوق في الدنيا والآخرة جميعا ، لأن قوله : « هذا الذي رزقنا من قبل » انطوى تحته ذكر ما رزقوه في الدارين . فإن قلت : لأى غرض يتشابه ثمر الدنيا وثمر الجنة ؟ قلت : لأن الإنسان بالمألوف آنس وإلى المعهود أميل ، وإذا رأى ما لم يألفه نفر عن طبعه ، وعافته نفسه « 1 » « .
ثم قال - تعالى - : * ( ولَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وهُمْ فِيها خالِدُونَ ) * .
الأزواج : جمع زوج وهي المرأة يختص بها الرجل ، والضمير في « فيها » يعود إلى الجنات .
والمعنى : أن لهؤلاء المؤمنين نساء مختصات بهم ، مطهرات غاية التطهير من كل دنس وقذر ، حسى ومعنوي ، لا كنساء الدنيا ، وهم في هذه الجنات باقون على الدوام ، لأن النعيم إنما يتم باطمئنان صاحبه على أنه دائم ، أما إذا كان محتملا للزوال فإن صاحبه يبقى منغص البال ، إذ سيتذكر أنه سيفقده في يوم من الأيام ، فجملة « وهم فيها خالدون » جيء بها على سبيل الاحتراس من وهم الانقطاع .


( 1 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 108 .

81

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست