responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 659


والسنن والبينات والهدايات تصديق إذعان وإقرار وإطمئنان ، وكذلك المؤمنون الذين صدقوه واتبعوه آمنوا بما آمن به رسولهم وداعيهم إلى الحق صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
وقد قرن - سبحانه - إيمان المؤمنين بإيمان رسولهم صلَّى اللَّه عليه وسلَّم تشريفا لهم وللإشارة إلى أنهم متى صدقوا في إيمانهم كانت منزلتهم عند اللَّه - تعالى - قريبة من منازل الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - .
وفي تأخيرهم في الذكر إشارة إلى تأخر التابع عن المتبوع ، وإشارة إلى أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم هو أول من آمن بما أوحى إليه من ربه ، وهو أقوى الناس إيمانا ، وأصدقهم يقينا . وأكثرهم استجابه لأوامر اللَّه .
وقوله : * ( كُلٌّ آمَنَ بِاللَّه ومَلائِكَتِه وكُتُبِه ورُسُلِه ) * بيان للإيمان الكامل الذي اعتقدوه وصدقوا به .
أى : كل فريق من هذين الفريقين وهما الرسول والمؤمنون آمن إيمانا تاما بوجود اللَّه - تعالى - ووحدانيته ، وكمال صفاته ، ووجوب الخضوع والعبادة له ، وبوجود الملائكة وأنهم عباد مكرمون لا يَعْصُونَ اللَّه ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ كما آمنوا بكتب اللَّه التي أنزلها لسعادة البشر ، وبرسله الذين أرسلهم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور .
ثم بين - سبحانه - أن من صفات هؤلاء الأخيار أنهم لا يفرقون بين رسل اللَّه - تعالى فقال : * ( لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه ) * أى يقولون لا نفرق في الإيمان بين رسل اللَّه - تعالى - وإنما نؤمن بهم جميعا ، ونصدق برسالة كل رسول أرسله اللَّه - تعالى - ولا نقول كما قال الضالون نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ ونَكْفُرُ بِبَعْضٍ .
ثم حكى - سبحانه - ما قالوه مما يدل على صدق إيمانهم ، ونقاء نفوسهم وطهارة قلوبهم فقال : « وقالوا سمعنا وأطعنا » أى : وقالوا سمعنا قولك وفهمناه ، وامتثلنا أمرك - يا الهنا - واستقمنا عليه ، وصبرنا على تكاليفه بكل رضا واستسلام . « غفرانك ربنا » أى اغفر لنا غفرانك الذي هو من فضل رحمتك ونعمك فأنت ربنا وخالقنا والعليم بأحوالنا وبضعفنا .
فقوله : * ( غُفْرانَكَ ) * مصدر منصوب على المفعول المطلق والعامل فيه مقدر أى : اغفر غفرانك . وقوله : * ( وإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) * أى : وإليك وحدك المرجع والمآب ، ومنك وحدك يكون الحساب والثواب والعقاب ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيمٍ .
وبذلك نرى أن هذه الآية الكريمة قد مدحت الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مدحا عظيما ، ومدحت أتباعه المؤمنين الصادقين لاستجابتهم لأوامر اللَّه ونواهيه ، وتضرعهم إليه بخالص الدعاء أن يغفر لهم ما فرط منهم .

659

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 659
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست