نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 657
ففي الصحيحين عن أبى هريرة قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : قال اللَّه - تعالى - : إذا هم عبدى بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة ، وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة ، فإن عملها فاكتبوها عشرا « 1 » . وروى الجماعة في كتبهم عن أبى هريرة قال ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إن اللَّه تجاوز لي عن أمتى ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم » « 2 » . قال الفخر الرازي : الخواطر الحاصلة في القلب على قسمين : فمنها ما يوطن الإنسان نفسه عليه ويعزم على إدخاله في الوجود ، ومنها ما لا يكون كذلك ، بل تكون أمورا خاطرة بالبال مع أن الإنسان يكرهها ولكنه لا يمكنه دفعها عن النفس . فالقسم الأول يكون مؤاخذا به . والثاني لا يكون مؤاخذا به ، ألا ترى إلى قوله - تعالى - : لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّه بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ولكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ « 3 » . وقال الآلوسى : المؤاخذة على تصميم العزم على إيقاع المعصية في الأعيان وهو من الكيفيات النفسانية التي تلحق بالملكات ، وليس كذلك سائر ما يحدث في النفس - أى من خواطر لا تصميم ولا عزم معها - قال بعضهم : < شعر > مراتب القصد خمس هاجس ذكروا فخاطر فحديث النفس فاستمعا < / شعر > < شعر > يليه هم فعزم كلها رفعت سوى الأخير ففيه الأخذ قد وقعا « 4 » < / شعر > وقوله - تعالى - : فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء « بيان لنتيجة المحاسبة التي تكون من الخالق - عز وجل - لعباده . أى : أنه - سبحانه - بمقتضى علمه الشامل ، وإرادته النافذة ، يحاسب عباده على ما أسروه وما أعلنوه من أقوال وأعمال ، فيغفر بفضله لمن يشاء أن يغفر له ، ويعذب بعدله من يشاء أن يعذبه ، لا راد لمشيئته ولا معقب لحكمه . وقوله : * ( فَيَغْفِرُ ) * ويعذب ، قرأه عاصم وابن عامر ويعقوب وأبو جعفر برفع الراء والباء على
( 1 ) ، ( 2 ) تفسير ابن كثير ج 1 صفحة 239 . ( 3 ) تفسير الفخر الرازي ج 7 صفحة 134 . ( 4 ) تفسير الآلوسى ج 3 صفحة 64 .
657
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 657