نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 64
وقوله تعالى : * ( مَثَلُهُمْ ) * أى : صفتهم ، وأصل المثل بمعنى المثل - بكسر الميم وسكون الثاء - والمثل النظير والشبيه ، ثم أطلق على القول السائر المعروف لمماثلة مضربه - وهو الذي يضرب فيه - لمورده الذي ورد فيه أولا ، ولا يكون إلا فيما فيه غرابة ثم استعير للصفة أو الحال أو القصة إذا كان لها شأن عجيب وفيها غرابة ، وعلى هذا المعنى يحمل المثل في هذه الآية ، وإنما تضرب الأمثال لإيضاح المعنى الخفى وتقريب المعقول من المحسوس ، وعرض الغائب في صورة الشاهد ، فيكون المعنى الذي ضرب له المثل أوقع في القلوب ، وأثبت في النفوس . واستوقد النار : طلب وقودها بسطوع نارها واندلاع لهيبها ، أو أوقدها لأن أوقد واستوقد قد يكونان بمعنى واحد كأجاب واستجاب . والنار : جوهر لطيف حار محرق من نار ينور إذا نفر لحركتها واضطرابها ، وأضاءت ما حوله : جعلت ما حوله مضيئا ، أو أشرقت فيما حوله . وحول الشيء : ما يحيط به من جميع نواحيه ، ولذا قيل للعام حول ، للفه ودورانه حتى يعود كما كان . والنور : الضوء الذي يكون للشيء المضيء ، وهو مأخوذ من النار . . ومعنى : * ( ذَهَبَ اللَّه بِنُورِهِمْ ) * سلبه منهم ، وفي إسناد ذهب إلى اللَّه تعالى - إشعار بأن النور الذي سلب عنهم لن يستطيع أحد أن يرده عليهم ، لأن الذي سلبه عنهم إنما هو اللَّه الغالب على أمره . وقال * ( بِنُورِهِمْ ) * ولم يقل بنارهم ، لأن إيقاد النار يكون للإضاءة وللإحراق والمقصود من إيقاد النار الواردة في المثل إنما هو الإضاءة . وقال * ( بِنُورِهِمْ ) * ولم يقل بنوره ، مع أن الضمير يعود على * ( الَّذِي اسْتَوْقَدَ ) * وهو بحسب
64
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 64