نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 606
والمعنى : * ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) * بأن تقول للسائل كلاما جميلا طيبا تجبر به خاطره ، ويحفظ له كرامته « ومغفرة » لما وقع منه من إلحاف في السؤال ، وستر لحاله وصفح عنه ، * ( خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً ) * أى خير من صدقة يتبعها المتصدق أذى للمتصدق عليه . لأن الكلمة الطيبة للسائل ، والستر عليه ، والعفو عنه فيما صدر منه ، كل ذلك يؤدى إلى رفع الدرجات عند اللَّه ، وإلى تهذيب النفوس ، وتأليف القلوب وحفظ كرامة أولئك الذين مدوا أيديهم بالسؤال . أما الصدقة التي يتبعها الأذى فإن إيتاءها بتلك الطريقة يؤدى إلى ذهاب ثوابها ، وإلى زيادة الآلام عند السائلين ولا سيما الذين يحرصون على حفظ كرامتهم ، وعلى صيانة ماء وجوههم ، فإن ألم الحرمان عند بعض الناس أقل أثرا في نفوسهم من آلام الصدقة المصحوبة بالأذى ، لأن ألم الحرمان يخففه الصبر الذي وراءه الفرج ، أما آلام الصدقة المصحوبة بالأذى لهم فإنها تصيب النفوس الكريمة بالجراح التي من العسير التئامها وشفاؤها . قال القرطبي : روى مسلَّم في صحيحه أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « الكلمة الطيبة صدقة ، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق » . فعلى المسئول أن يتلقى السائل بالبشر والترحيب ، ويقابله بالطلاقة والتقريب ليكون مشكورا إن أعطى ومعذورا إن منع . وقد قال بعض الحكماء : الق صاحب الحاجة بالبشر فإن عدمت شكره لم تعدم عذره » « 1 » . وقوله : * ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) * مبتدأ وساغ الابتداء بالنكرة لوصفها وللعطف عليها . وقوله : * ( ومَغْفِرَةٌ ) * عطف عليه وسوغ الابتداء بها العطف أو الصفة المقدرة إذ التقدير ومغفرة للسائل أو من اللَّه وقوله : * ( خَيْرٌ ) * خبر عنهما وقوله * ( يَتْبَعُها أَذىً ) * في محل جر صفة لصدقة . ثم ختم اللَّه - تعالى - الآية بقوله : * ( واللَّه غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) * أى واللَّه - تعالى - غنى عن إنفاق المنفقين وصدقات المتصدقين . وإنما أمرهم بهما لمصلحة تعود عليهم . أو غنى عن الصدقة
( 1 ) تفسير القرطبي ج 3 ص 309 .
606
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 606