responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 549


و ( رجالا ) جمع راجل . وهو القوى على المشي برجليه . يقال : رجل الإنسان يرجل رجلا إذا لم يحد ما يركبه ومشى على قدميه ، والركبان جمع راكب للجمل أو الفرس أو غيرهما .
وجواب الشرط محذوف والتقدير : فإن خفتم فصلوا راجلين أو راكبين ، وهذان اللفظان أى - رجالا أو ركبانا - حالان من الضمير في « فصلوا » المحذوف .
والآية الكريمة تدل على شدة عناية الإسلام بشأن الصلاة ، فقد أمر اللَّه - تعالى - عباده بأن يحافظوا عليها في حالتي الأمن والخوف ، والصحة والمرض ، والسفر والإقامة . .
وقد بسط هذا المعنى الأستاذ الإمام محمد عبده فقال ما ملخصه : وقوله - تعالى - : * ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً ) * هذا تأكيد للمحافظة على الصلاة ، وبيان أنها لا تسقط بحال ، لأن حال الخوف على النفس أو العرض أو المال هو مظنة العذر في الترك كما يكون السفر عذرا في ترك الصيام . . والسبب في عدم سقوط الصلاة عن المكلف بحال أنها عمل قلبي ، وإنما فرضت تلك الأعمال الظاهرة لأنها مساعدة على العمل القلبي المقصود بالذات ، وهو تذكر سلطان اللَّه - تعالى - المستولى علينا وعلى العالم كله ، ومن شأن الإنسان إذا أراد عملا قلبيا يجتمع فيه الذكر أن يستعين على ذلك ببعض ما يناسبه من قول وعمل .
ولا ريب أن هذه الهيأة التي اختارها اللَّه - تعالى - للصلاة هي أفضل معين على استحضار سلطانه فإن قولك « اللَّه أكبر » في فاتحة الصلاة وعند الانتقال فيها من عمل إلى عمل يعطيك من الشعور بكون اللَّه أكبر وأعظم من كل شيء ما يغمر روحك ، ويستولى على إرادتك . .
وكذلك الشأن في سائر أعمال الصلاة .
فإذا تعذر عليك الإتيان ببعض تلك الأعمال البدنية فإن ذلك لا يسقط عنك هذه العبادة القلبية التي هي روح الصلاة وغيرها ، وهي الإقبال على اللَّه - تعالى - واستحضار سلطانه ، مع الإشارة إلى تلك الأعمال بقدر الإمكان الذي لا يمنع من مدافعة الخوف الطارئ من سبع مفترس ، أو عدو مغتال ، أو لص محتال . . فالآية تعلمنا أنه يجب أن لا يذهلنا عن اللَّه شيء في حال من الأحوال . . » « 1 » .
وقال الإمام ابن العربي : قوله - تعالى - : * ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً ) * أمر اللَّه - تعالى - بالمحافظة على الصلاة في كل حال من صحة ومرض ، وحضر وسفر ، وقدرة وعجز ، وخوف وأمن ، لا تسقط عن المكلف بحال ، ولا يتطرق إلى فرضيتها اختلال . وقد قال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب » .


( 1 ) تفسير المنار ج 2 صفحة 443 .

549

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست