responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 451


أما علماء الخلف فيؤولون إتيان اللَّه بما يتناسب مع ذاته - سبحانه - ، ولذا فسروا إتيانه بأمره أو بأسه في الدنيا .
وقد عبر صاحب الكشاف عن وجهة نظر هؤلاء بقوله : « إتيان اللَّه : إتيان أمره وبأسه كقوله ويَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ جاءَهُمْ بَأْسُنا ويجوز أن يكون المأتى به محذوفا ، بمعنى أن يأتيهم اللَّه ببأسه أو بنقمته للدلالة عليه بقوله - قبل ذلك - » فإن اللَّه عزيز حكيم « . فإن قلت : لم يأتيهم العذاب في الغمام ؟ قلت : لأن الغمام مظنته الرحمة ، فإذا نزل منه العذاب كان الأمر أفظع وأهول لأن الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أغم كما أن الخير إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أسر ، فكيف إذا جاء الشر من حيث يحتسب الخير ولذلك كانت الصاعقة من العذاب المستفظع لمجيئها من حيث يتوقع الغيث : * ( وقُضِيَ الأَمْرُ ) * أى : تم أمر إهلاكهم وتدميرهم وفرغ منه » « 1 » .
وقال الجمل ما ملخصه : وقوله : * ( إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّه ) * استئناف مفرغ من مقدر ، أى ليس لهم شيء ينتظرونه إلا إتيان العذاب وهذا مبالغة في توبيخهم وقوله : * ( والْمَلائِكَةُ ) * بالرفع عطفا على اسم الجلالة أى ، وتأتيهم الملائكة فإنهم وسائط في إتيان أمره - تعالى - ، بل هم الآتون ببأسه على الحقيقة . وقرأ الحسن وأبو جعفر : والملائكة بالجر عطفا على ظلل ، أى إلا أن يأتيهم في ظلل وفي الملائكة . وقوله * ( وقُضِيَ الأَمْرُ ) * فيه وجهان :
أحدهما : أن يكون معطوفا على يأتيهم داخلا في حيز الانتظار ويكون ذلك من وضع الماضي موضع المستقبل والأصل ويقضى الأمر وإنما جيء به كذلك لأنه محقق كقوله : أَتى أَمْرُ اللَّه .
والثاني : أن يكون جملة مستأنفة برأسها أخبر اللَّه - تعالى - بأنه قد فرغ من أمرهم فهو من عطف الجمل وليس داخلا في حيز الانتظار » « 2 » .
ثم ختم - سبحانه - هذه الآية بقوله : * ( وإِلَى اللَّه تُرْجَعُ الأُمُورُ ) * أى إليه وحده - سبحانه - لا إلى غيره ولا إلى أحد معه تصير الأمور خيرها وشرها وسيجازى الذين أساؤا بما عملوا وسيجازى الذين أحسنوا بالحسنى .
فالجملة الكريمة تذييل قصد به تأكيد قضاء أمره ، ونفاذ حكمه ، وتمام قدرته .
ثم بين - سبحانه - أن كفر الكافرين ليس سيبه نقصان الدليل على صحة إيمان المؤمنين ،


( 1 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 253 . ( 2 ) حاشية الجمل على الجلالين ج 1 ص 166 .

451

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست