responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 448


و * ( كَافَّةً ) * أى جميعا . وهي في الأصل صفة من كف بمعنى منع ، واستعملت بمعنى الجملة والجميع بعلاقة أنها مانعة من التفرق وهي حال من قوله : * ( السِّلْمِ ) * أى : يا أيها المؤمنون ادخلوا في الإسلام والتزموا بكل تعاليمه ، ونفذوا جميع أحكامه وآدابه ، واعملوا بكل أوامره ونواهيه ، ولا تكونوا ممن يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض . فالمقصود التزام جميع شرائع الإسلام وأحكامه وآدابه .
وبعضهم يرى أن قوله : * ( كَافَّةً ) * حال من فاعل ادخلوا وهو ضمير الجماعة والمعنى عليه :
ادخلوا في الإسلام جميعا ، وانقادوا لأحكامه مجتمعين غير متفرقين ، لأنه الدين الذي ألف اللَّه به بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا .
وسواء أكان لفظ * ( كَافَّةً ) * حالا من * ( السِّلْمِ ) * أو من فاعل * ( ادْخُلُوا ) * فالمقصود من الآية دعوة المؤمنين إلى التمسك بجميع شعب الإسلام وشرائعه مع التزامهم برباط الإخاء الذي ربط اللَّه به بين قلوبهم بسبب اتباعهم لهذا الدين الحنيف .
وإذا كان المراد بكلمة * ( السِّلْمِ ) * المسالمة والمصالحة كان المعنى : يا أيها الذين آمنوا إن إيمانكم يوجب عليكم فيما بينكم أن تكونوا متصالحين غير متعادين ، متحابين غير متباغضين ، متجمعين غير متفرقين ، كما أنه يوجب عليكم بالنسبة لغيركم ممن هو ليس على دينكم أن تسالموه متى سالمكم ، وأن تحاربوه متى اعتدى عليكم ، فإن دينكم ما جاء للحرب والخصام وإنما جاء للهداية وللسلام العزيز القوى الذي يرد الاعتداء بمثله .
هذا هو المعنى الذي نراه ظاهرا في الآية ، وهو ما سار عليه المحققون من المفسرين .
وبعضهم ذكر أن الخطاب في الآية لمؤمنى أهل الكتاب ، لما روى عن ابن عباس أنه قال :
نزلت في عبد اللَّه بن سلام وأصحابه ، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وآمنوا بشرائعه وشرائع موسى عليه السلام - فعظموا السبت وكرهوا لحم الإبل وألبانها بعد أن أسلموا ، فأنكر عليهم المسلمون ، فقالوا ، إنا نقوى على هذا وهذا وقالوا للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إن التوراة كتاب اللَّه فدعنا فلنعمل بها فأنزل اللَّه هذه الآية . فالخطاب لمؤمنى أهل الكتاب « 1 » .
وبعضهم ذكر أن المراد بالآية المنافقون والتقدير : يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم ادخلوا بكليتكم في الإسلام ولا تتبعوا خطوات الشيطان . وهذان القولان ضعفهما ظاهر ، إذ لا سند لهما يعتمد عليه ، ولا يؤيدهما سياق الآية الكريمة ، لأن الآية الكريمة صريحة في دعوة المؤمنين إلى التمسك بجميع تعاليم الإسلام ، وإلى الإخاء الجامع ونبذ التفرق والاختلاف والاعتداء .


( 1 ) تفسير الآلوسى ج 2 ص 97 .

448

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست