نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 373
1 - أن الآية جعلت سبب الحياة القصاص وهو القتل على وجه التساوي ، أما العبارة العربية فقد جعلت سبب الحياة القتل ، ومن القتل ما يكون ظلما ، فيكون سببا للفناء لا للحياة ، وتصحيح هذه العبارة أن يقال : القتل قصاصا أنفى للقتل ظلما . 2 - أن الآية جاءت خالية من التكرار اللفظي ، فعبرت عن القتل الذي هو سبب الحياة بالقصاص . والعبارة كرر فيها لفظ القتل فمسها بهذا التكرار من الثقل ما سلمت منه الآية . 3 - أن الآية جعلت القصاص سببا للحياة التي تتوجه إليها الرغبة مباشرة ، والعبارة العربية جعلت القتل سببا لنفى القتل الذي تترتب عليه الحياة . 4 - الآية مبنية على الإثبات والمثل على النفي ، والإثبات أشرف لأنه أول والنفي ثان له . 5 - أن تنكير حياة في الآية يفيد تعظيما ، فيدل على أن في القصاص حياة متطاولة كما في قوله - تعالى - : ولَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ولا كذلك المثل . فإن اللام فيه للجنس ، ولذا فسروا الحياة فيها بالبقاء . 6 - تعريف * ( الْقِصاصُ ) * بلام الجنس الدالة على حقيقة هذا الحكم المشتملة على الضرب والجرح والقتل - وغير ذلك ، والمثل لا يشمل ذلك . 7 - أن الآية مع أفضليتها عن المثل من حيث البلاغة والشمول واللفظ والمعنى أقل حروفا من المثل . هذه بعض وجوه أفضلية الآية على المثل ، وهناك وجوه أخرى ذكرها العلماء في كتبهم « 1 » . وفي قوله : * ( يا أُولِي الأَلْبابِ ) * تنبيه بحرف النداء على التأمل في حكمة القصاص . و * ( الأَلْبابِ ) * : جمع لب وهو العقل الخالص من شوائب الأوهام ، أو العقل الذكي الذي يستبين الحقائق بسرعة وفطنة ، ويستخرج لطائف المعاني من مكانها ببراعة وحسن تصرف . وخص النداء بأولى الألباب مع أن الخطاب بحكمة القصاص شامل لهم ولغيرهم لأنهم الذين يتدبرون عواقب الأمور ، ويعرفون قيمة الحياة ويقدرون حكم التشريع قدرها . وفي هذا النداء تنبيه على أن من ينكرون مصلحة القصاص وأثره النافع في تثبيت دعائم الأمن ، يعيشون بين الناس بعقول غير سليمة ، ولا يزال الناس يشاهدون في كل عصر ما يثيره القتل في صدور أولياء القتلى من أحقاد طاغية ، لو لا أن القصاص يخفف من سطوتها لتمادت بهم في تقاطع وسفك دماء دون الوقوف عند حد .
( 1 ) راجع تفسير الآلوسى ج 2 ص 51 .
373
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 373