responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 345


والقول على اللَّه بغير علم من مظاهره أن يقول قائل : لقد أحل اللَّه كذا وحرم كذا بدون دليل شرعي يعتمد عليه .
قال الإمام ابن القيم : « والقول على اللَّه بغير علم يعم القول عليه - سبحانه - في أسمائه وصفاته وأفعاله ، وفي دينه وشرعه ، وقد جعله - سبحانه - من أعظم المحرمات ، بل جعله في المرتبة العليا منها ، فقال - تعالى - : قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ، ما ظَهَرَ مِنْها وما بَطَنَ ، والإِثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ، وأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّه ما لَمْ يُنَزِّلْ بِه سُلْطاناً ، وأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّه ما لا تَعْلَمُونَ وقال - تعالى - : ولا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّه الْكَذِبَ ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ . مَتاعٌ قَلِيلٌ ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فتقدم إليهم - سبحانه - بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه ، وقولهم لما لم يحرمه : هذا حرام ، ولما لم يحله : هذا حلال . وهذا بيان منه - سبحانه - أنه لا يجوز للعبد أن يقول : هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أنه - سبحانه - أحله وحرمه » « 1 » .
وقال بعض العلماء : وقد يخطر على بالك أن تقرير الأئمة المجتهدين لبعض الوقائع أحكاما من طريق الاستنباط ، قد يستندون في ذلك إلى دليل يفيد الظن بالحكم ، ولا يصل إلى أن يفيد العلم به ، فيكون إفتاؤه من قبيل القول على اللَّه بغير علم ، ويزاح هذا الخاطر بأنه قد انضم إلى ذلك الدليل الظنى أصل انعقد عليه الإجماع وأصبح مقطوعا به ، وهو أن كل مجتهد بحق يكون حكم الشرع في حقه أو حق من يتابعه هو الحكم الذي أداه إليه اجتهاده ، وبمراعاة هذا الأصل المقطوع به لم يكن المجتهد المشهود له بالرسوخ في العلم قائلا على اللَّه ما لا يعلم » « 2 » .
هذا ، ومن الآيات الكثيرة التي وردت في القرآن الكريم في التحذير من الشيطان ووساوسه قوله - تعالى - : إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوه عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَه لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ .
وقوله - تعالى - : الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ويَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ واللَّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْه وفَضْلًا .
وقوله - تعالى - : يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ .
وقد أرشدنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى أن الإكثار من ذكر اللَّه خير معين للإنسان للتغلب على وساوس


( 1 ) من كتاب « أعلام الموقعين » لابن القيم . نقلا عن تفسير القاسمى ج 2 ص 270 . ( 2 ) تفسير القرآن الكريم لفضيلة الإمام محمد الخضر حسين ، مجلة لواء الإسلام . السنة الرابعة . العدد السادس .

345

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست