نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 295
تضمنت هذه الآيات الكريمة إعلام النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم والمؤمنين أن فريقا من الناس الذين خفت أحلامهم وضعفت عقولهم وعدلوا عما ينفعهم إلى ما يضرهم ، سيقولون على سبيل الإنكار عند تحويل القبلة إلى المسجد الحرام ، ما صرفهم عن القبلة التي كانوا عليها ، وهي بيت المقدس . قال صاحب الكشاف : « فإن قلت ، أى فائدة في الإخبار بقولهم قبل وقوعه ؟ قلت : فائدته أن مفاجأة المكروه أشد ، والعلم به قبل وقوعه أبعد من الاضطراب إذا وقع ، لما يتقدمه من توطين النفس ، وأن الجواب العتيد قبل الحاجة إليه أقطع للخصم وأرد لشغبه » « 1 » . والمراد بالسفهاء اليهود الذين استنكروا تحويل القبلة ، ومن لف لفهم من المنافقين ومشركي العرب . وإنما سماهم اللَّه - تعالى - سفهاء لأنهم سفهوا الحق ، وجحدوه ، وأنكروا نبوة النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . مع علمهم بصدقه في رسالته . وقد صرح البخاري - رحمه اللَّه - بأن المراد بالسفهاء هم اليهود ، فقد روى عن البراء بن عازب قال :
( 1 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 227 .
295
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 295