responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 291


وكأن الآية تقول لأهل الكتاب في تأكيد : إن أمامكم دينا دعيتم إلى اتباعه ، واقترنت دعوته بالحجة فانظروا في دلائل صحته ، وسمو حكمته ، ولا تردوه بمجرد أن الأنبياء كانوا على ما أنتم عليه الآن ، فإن دعواكم هذه لا تنفعكم ولو في حال تسليمها لكم ، إذ لا يمنع اختلاف الشرائع باختلاف المصالح ، وعلى حسب ما تقتضيه حكمة عالم الغيب والشهادة .
وإلى هنا تكون الآيات الكريمة قد دحضت ما ادعاه اليهود من أن الهدى في إتباع ملتهم ، وأقامت الحجج والشواهد على كذبهم وافترائهم وأرشدتهم إلى الدين الحق ، ودعتهم إلى الدخول فيه ، ووبختهم على المحاجة في دين الله بغير علم ، وحذرتهم من الانحراف عن الصراط المستقيم اعتمادا منهم على آباء لهم كانوا أنبياء أو صالحين ، فإنه لن تجزى نفس عن نفس شيئا يوم الدين .
ثم تحدث القرآن الكريم بعد ذلك عن قصة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ، وأورد الشبهات التي أثارها المشركون وأهل الكتاب - وعلى رأسهم اليهود - حول هذه المسألة ، ورد عليها بما يدحضها ويبطلها .
ونظرا لأهمّيّة هذا الموضوع فسيكون كلامنا عنه على النحو التالي :
أولا : كيف كان المسلمون يتجهون في صلاتهم قبل تحويل القبلة إلى المسجد الحرام ؟
ثانيا : ما الشبهات التي أثارها اليهود بعد تحويل القبلة إلى المسجد الحرام ؟
ثالثا : كيف مهد القرآن الكريم لهذا التحويل ؟
رابعا : تفسير الآيات الكريمة التي نزلت بشأن القبلة ؟
خامسا : لما ذا أطال القرآن الكريم حديثه عن تحويل القبلة مع أنها من الأمور الفرعية .
وإليك الإجابة عن كل سؤال من هذه الأسئلة .
أولا : فرضت الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في مكة ليلة الإسراء والمعراج . ويرى بعض العلماء أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يستقبل في صلاته - وهو بمكة - بيت المقدس إلا أنه لم يكن يستدير الكعبة ، بل كان يجعلها بينه وبين ببيت المقدس ، وذلك بأن يقف بين الركنين الأسود واليماني .
ويرى بعضهم أنه كان يستقبل في صلاته وهو بمكة المسجد الحرام . وهذا الرأى هو الذي نرجحه ، لأن المسجد الحرام هو قبلة أبيه إبراهيم ، ولأنه صلَّى الله عليه وسلَّم عربي ، وظهر بين قومه العرب ، ولا شك أن اعتزازهم بالمسجد الحرام ، أشد من اعتزازهم بأى مسجد آخر ، إذن فالمصلحة والحكمة تقتضيان بأن يستقبل المسلمون في صلاتهم بمكة الكعبة المشرفة .

291

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست