نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 276
< فهرس الموضوعات > 131 إذ قال له ربه أسلَّم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 132 ووصى بها إبراهيم بنيه < / فهرس الموضوعات > قوله تعالى : * ( ومَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِه نَفْسَه ) * معناه : لا أحد من الناس يكره ملة إبراهيم وينصرف عنها إلى الشرك باللَّه ، إلا من امتهن نفسه ، واستخف بها وظلمها بسوء رأيه حيث ترك طريق الحق إلى طريق الضلالة . يقال رغب لي كذا إذا أراده ، ورغب عن كذا إذا كرهه وانصرفت عنه نفسه والملة في الأصل الطريقة ، وغلب إطلاقها على أصول الدين من حيث إن صاحبها يصل عن طريقها إلى دار السلام وسفه نفسه امتهنها واستخف بها . ثم بين اللَّه - تعالى - منزلة نبيه إبراهيم - عليه السلام - وخطأ من يرغب عن طريقته المثلى فقال تعالى : * ( ولَقَدِ اصْطَفَيْناه فِي الدُّنْيا وإِنَّه فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) * أى : ولقد اخترناه للرسالة وهداية الناس وإرشادهم في الدنيا ، وإنه في الآخرة لمن الصالحين المستقيمين على الطريقة المثلى . فمن يرغب عن ملة من هذا شأنه إلى غيرها من طرق الضلال لا يماثله أحد في سفهه وسوء رأيه . ثم بين اللَّه تعالى كمال استقامة إبراهيم التي رفعته إلى المنازل العليا فقال تعالى * ( إِذْ قالَ لَه رَبُّه أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) * أى : اصطفى اللَّه - تعالى - إبراهيم لأنه أمره بطاعته وإسلام وجهه إليه في كل حال فبادر إلى الامتثال وقال * ( أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) * أى : أخلصت ديني للَّه الذي فطر الخلق جميعا . كما حكى عنه القرآن الكريم نحو هذا القول في قوله تعالى : إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ والأَرْضَ حَنِيفاً وما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . وبعد أن بين اللَّه - تعالى - أن إبراهيم - عليه السلام - كان كاملا في نفسه ، أتبع ذلك ببيان أنه كان - أيضا - يعمل على تكميل غيره ، ودعوته إلى توحيد اللَّه تعالى . فقال - سبحانه - : * ( ووَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيه ويَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّه اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) * . الضمير في « بها » يعود إلى الملة ذكرت قبل ذلك في قوله تعالى : * ( ومَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ ) * والمعنى : ووصى إبراهيم بنيه باتباع ملته ويعقوب كذلك أوصى بنيه باتباعها ، فقال
276
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 276