responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 264


< فهرس الموضوعات > 122 يا بنى إسرائيل اذكروا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 123 واتقوا يوما لا تجزى < / فهرس الموضوعات > وفي ذكر الإشارة ووضعه في صدر الجملة المخبر بها ، زيادة تأكيد لإثبات إيمانهم .
وفي هذه الجملة تعريض بأولئك المعاندين الذين كانوا يسمعون كلام اللَّه ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ، فكأن الآية التي معنا تقول : * ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ ) * وكان من حالهم أن قرؤه حق قراءته ، يؤمنون به إيمانا لا ريبة فيه ، بخلاف المعاندين المحرفين للكلم عن مواضعه .
ثم بين - سبحانه - عاقبة الكافرين بكتبه فقال : * ( ومَنْ يَكْفُرْ بِه فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ) * .
والكفر بالكتاب يتحقق بتحريفه وانكار بعض ما جاء فيه ، أى ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون في الدنيا حيث لا يعيشون فيها عيش المؤمنين وهم الخاسرون في الآخرة ، إذ سيفوتهم ما أعده اللَّه لعباده من نعيم دائم ، ومقام كريم .
وكما بدأ القرآن حديثه مع اليهود بندائهم بأحب أسمائهم إليهم ، فقد اختتمه - أيضا - بهذا النداء فقال :
[ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 122 الى 123 ] يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ ( 122 ) واتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ولا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ ولا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ ولا هُمْ يُنْصَرُونَ ( 123 ) ففي هاتين الآيتين تكرير لتذكير بنى إسرائيل بما سبق أن ذكروا به في صدر الحديث معهم في هذه السورة ، وذلك لأهمّيّة ما ناداهم من أجله وأهمية الشيء تقتضي تكرار الأمر به إبلاغا في الحجة وتأكيدا للتذكرة .
قال القاضي : ولما صدر القرآن قصة بنى إسرائيل بذكر النعم والقيام بحقوقها والحذر من إضاعتها ، والخوف من الساعة وأهوالها ، كرر ذلك وختم به الكلام معهم ، مبالغا في النصح وإيذانا بأنه فذلكة القضية ، والمقصود من القصة .
هذا وبعد أن ذكر اللَّه - تعالى - في الآيات السابقة نعمه على بنى إسرائيل ، وبين كيف كانوا يقابلون النعم بكفر وعناد ، ويأتون منكرات في الأقوال والأعمال ، وختم الحديث معهم بإنذار بالغ . وتذكير بيوم لا يغنى فيه أحد عن أحد شيئا ، بعد كل ذلك واصل القرآن حديثه عن

264

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست