responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 220


والمعنى : أن عداوة جبريل عداوة للَّه ، وأن عداوة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عداوة للَّه - أيضا - فالإيمان باللَّه وملائكته ورسله وحدة لا تتجزأ فمن كفر بواحد منهم فهو كافر بالجميع .
ومعنى عداوة العبد للَّه : كفره به ومخالفته لأوامره ونواهيه ومعنى عداوته لملائكته : إنكار فضلهم ووصفهم بما ينافي عصمتهم ورفعة منزلتهم . ومعنى عداوته لرسله : تكذيبه لهم وتعمده إلحاق الأذى بهم ومعنى عداوة اللَّه لعبده : غضبه سبحانه - عليه ، ومجازاته له على كفره .
وصدر - سبحانه - الكلام باسمه الجليل تفخيما لشأن ملائكته ورسله وإشعارا بأن عداوتهم إنما هي عداوة له - تعالى - .
وأفرد - سبحانه - جبريل وميكال بالذكر ، مع اندراجهما تحت عموم ملائكته ، لتصريح اليهود بعداوة جبريل وتعظيم ميكائيل ، فأفردهما بالذكر للتنبيه على أن المعاداة لأحدهما معاداة للجميع ، وأن الكفر بأحدهما كفر بالآخر .
قال ابن جرير : « فإن قال قائل : أو ليس جبريل وميكائيل من الملائكة ؟ قيل بلى ، فإن قال : فما معنى تكرير ذكرهما بأسمائهما في الآية في جملة أسماء الملائكة ؟ قيل : معنى إفراد ذكرهما بأسمائهما أن اليهود لما قالت جبريل عدونا وميكائيل ولينا ، وزعمت أنها كفرت بمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من أجل أن جبريل صاحبه ، أعلمهم اللَّه - تعالى - أن من كان لجبريل عدوا فإن اللَّه عدو له وأنه من الكافرين ، فنص عليه باسمه وعلى ميكائيل باسمه ، لئلا يقول منهم قائل : إنما قال اللَّه :
من كان عدوا للَّه وملائكته ورسله ، ولسنا للَّه ولا لملائكته ولا لرسله أعداء ، لأن الملائكة اسم عام محتمل خاصا ، وجبريل وميكائيل غير داخلين فيه ، وكذلك قوله ورسله فلست يا محمد داخلا فيهم ، فنص اللَّه - تعالى - على أسماء من زعموا أنهم أعداؤه بأعيانهم ليقلع بذلك تلبيسهم على أهل الضعف منهم ، ويحسم تمويههم أمورهم على ضعاف الإيمان » « 1 » .
وقال - سبحانه - في ختام الآية الكريمة * ( فَإِنَّ اللَّه عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ) * ولم يقل فإن اللَّه عدو له أو لهم ، ليدل على أن عداوة كل واحد ممن اشتملت الآية الكريمة على ذكرهم كفر وجحود ، وليكون اندراجهم تحت هذا الحكم العام من باب إثبات الحكم بالدليل ، وللإشعار بأن عداوة اللَّه - تعالى - لهم سببها كفرهم فإن اللَّه لن يعادى قوما لذواتهم ولا لأنسابهم ، وإنما يكره لهم الكفر ويعاقبهم عليه معاقبة العدو للعدو .
قال صاحب المنار : « فهذه الآية الكريمة وعيد لهم بعد بيان فساد العلة التي جاؤا بها ، فهم لم يدعوا عداوة هؤلاء كلهم ، لكنهم كذلك في نفس الأمر ، فأراد أن يبين حقيقة حالهم في


( 1 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 449 .

220

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست