responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 114


أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ أى ألا يعتقد أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم . وقوله تعالى :
إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَه أى علمت أنى ملاق حسابيه .
وملاقاة الخاشعين لربهم معناها الحشر إليه بعد الموت ، ومجازاتهم على ما قدموا من عمل .
والمعنى : إن الصلاة لثقيلة إلا على الخاشعين ، الذين يعتقدون لقاء اللَّه - تعالى - يوم الحساب ، وأنهم عائدون إليه لينالوا ما يستحقونه من جزاء على حسب أعمالهم .
قال ابن جرير - مرجحا أن المراد بالظن هنا العلم واليقين - : « إن قال لنا قائل : وكيف أخبر اللَّه - تعالى - عمن قد وصفه بالخشوع له بالطاعة أنه يظن أنه ملاقيه ، والظن شك ، والشاك في لقاء اللَّه كافر ؟ قيل له : إن العرب قد تسمى اليقين ظنا : والشك ظنا نظير تسميتهم الظلمة سدفة . والضياء سدفة ، والمغيث صارخا ، والمستغيث صارخا ، وما أشبه ذلك من الأسماء التي يسمى بها الشيء وضده ، ومما يدل على أنه يسمى به اليقين ، قول دريد بن الصمة : ( فقلت لهم ظنوا بألفى مدجج . . . ) .
يعنى بذلك : تيقنوا أن ألفى مدجج تأتيكم ، ثم قال : والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين أكثر من أن تحصى ، وفيما ذكرنا لمن وفق في فهمه كفاية ، ومنه قوله تعالى : ورَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وعن مجاهد قال : « كل ظن في القرآن فهو علم » « 1 » .
والذين قالوا إن الظن هنا على معناه الحقيقي ، وهو الاعتقاد الراجح ، فسروا « ملاقاة الخاشعين لربهم » بمعنى قربهم من رضاه يوم القيامة « ورجوعهم إليه » بمعنى حلولهم بجواره الطيب ، واستقرارهم في جناته ، أى : وإن الصلاة لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يتوقعون قربهم من ربهم ، ودخولهم جناته عند رجوعهم إليه .
وإلى هذا التفسير ذهب صاحب الكشاف ، فقد قال : ( فإن قلت : مالها لم تثقل على الخاشعين والخشوع في نفسه مما يثقل ؟ قلت : لأنهم يتوقعون ما ادخر للصابرين على متاعبها فتهون عليهم . ألا ترى إلى قوله تعالى : * ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ) * أى يتوقعون لقاء ثوابه ، ونيل ما عنده ويطمعون فيه ) « 2 » .
وإنما كان شعور الخاشعين بذلك كله ظنا لا يقينا ، لأن خواتيم الحياة لا يعلمها كيف تكون


( 1 ) تفسير ابن جزير ج 1 ص 262 . ( 2 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 134 .

114

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست