responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 106


وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم - عليهم السلام - وفي إضافتهم إلى أبيهم إسرائيل تشريف لهم وتكريم ، وحث لهم على الامتثال لأوامر اللَّه ونواهيه ، فكأنه قيل : يا بنى العبد الصالح ، والنبي الكريم ، كونوا مثل أبيكم في الطاعة والعبادة .
ويستعمل مثل هذا التعبير في مقام الترغيب والترهيب ، بناء على أن الحسنة في نفسها حسنة وهي من بيت النبوة أحسن ، والسيئة في نفسها سيئة وهي من بيت النبوة أسوأ ، ففي هذا النداء . خير داع لذوي الفطر السليمة منهم إلى الإقبال على ما يرد بعده من التذكير بالنعمة ، واستعمالها فيما خلقت له .
ومعنى * ( اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ) * تنبهوا بعقولكم وقلوبكم لتلك المنافع التي أتتكم على سبيل الإحسان منى ، وقوموا بحقوقها وأكثروا من الحديث عنها بألسنتكم ، فإن التحدث بنعم اللَّه فيه إغراء بشكرها .
والمراد بالنعمة : المنعم بها عليهم ، وتجمع على نعم ، وقد وردت في القرآن الكريم بمعنى الجمع كما في قوله تعالى : وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّه لا تُحْصُوها فإن لفظ العدد والإحصاء قرينة على أن المراد بالنعمة : النعم الكثيرة . ويبدو أن المراد بالنعمة في الآية التي معنا كذلك النعم المتعددة حيث إنه لم يقم دليل على أن المراد بها نعمة معهودة ، وعلماء البيان يعدون استعمال المفرد في معنى الجمع - اعتمادا على القرينة - من أبلغ الأساليب الكلامية .
ثم أمرهم - سبحانه - بالوفاء بما عاهدهم عليه ، فقال تعالى : * ( وأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) * العهد ما من شأنه أن يراعى ويحفظ ، كاليمين والوصية وغيرهما ، ويضاف إلى المعاهد والمعاهد جميعا ، يقال : أوفيت بعهدي ، أى بما عاهدت غيرى عليه ، وأوفيت بعهدك ، أى بما عاهدتني عليه ، وعهد اللَّه : أوامره ونواهيه ، والوفاء به يتأتى باتباع ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ، ويندرج فيه كل ما أخذ على بنى إسرائيل في التوراة ، من اتباع محمد صلَّى اللَّه عليه وسلم متى بعث ، والإيمان بما جاء به من عند اللَّه وتصديقه فيما يخبر عن ربه .
والمعنى : وأوفوا بما عاهدتموني عليه من الإيمان بي ، والطاعة لي ، والتصديق برسلي ، أوف بما عاهدتكم عليه من التمكين في الأرض في الدنيا والسعادة في الآخرة .
ثم أمرهم - سبحانه - بأن يجعلوا خوفهم من خالقهم وحده ، فقال - تعالى - : * ( وإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) * أى : خافوني ولا تخافوا سواي ، ولتكن قلوبكم عامرة بخشيتى وحدي ، فإن ذلك يعينكم على طاعتي ، ويبعدكم عن معصيتي .
وحذف متعلق الرهبة للعموم ، أى ارهبونى في جميع ما تأتون ، وما تذرون ، حتى لا أنزل

106

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست