responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 94


سيفعل شيئا ، عن حكمة ما أمر به أو ما سيفعله ، بل شأنهم أن يتجهوا إلى استطلاع حكمة الأفعال والأوامر من أنفسهم ، فإذا أدركوها فقد ظفروا بأمنيتهم ، وان وقفت عقولهم دونها ، ففي تسليمهم لقدر اللَّه ، وامتثالهم لأوامره الكفاية في القيام بحق التكليف والفوز برضا اللَّه ، الذي هو الغاية من الإيمان به والإقبال على طاعته .
قال بعض العلماء : « وفي هذه الآية الكريمة تسلية للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عن تكذيب بعض الناس له ، لأنه إذا كان الملأ الأعلى قد مثلوا على أنهم يختصمون ويطلبون البيان والبرهان فيما لا يعلمون ، فأجدر بالناس أن يكونوا معذورين - وبالأنبياء أن يعاملوهم كما عامل اللَّه الملائكة المقربين ، أى : فعليك يا محمد أن تصبر على هؤلاء المكذبين ، وترشد المسترشدين ، وتأتى أهل الدعوة بسلطان مبين « 1 » .
ثم أخذ - سبحانه - في بيان جانب من حكمة خلق آدم ، وجعله خليفة في الأرض ، بعد أن أجاب الملائكة على سؤالهم بالجواب المناسب الحكيم فقال - تعالى - :
* ( وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) * .
علم : من التعليم وهو التعريف بالشيء . وآدم : اسم لأبى البشر ، قيل إنه عبراني مشتق من أدمه ، وهي لغة عبرانية معناها التراب ، كما أن « حواء » كلمة عبرانية معناها « حي » وسميت بذلك لأنها تكون أم الأحياء .
و * ( الأَسْماءَ ) * جمع اسم ، والاسم ما يكون علامة على الشيء ، وتأكيد الأسماء بلفظ « كلها » في أنه علمه أسماء كل ما خلق من المحدثات من إنسان وحيوان ودابة ، وطير ، وغير ذلك .
ويصح حمل الأسماء على خواص الأشياء ومنافعها ، فإن الخواص والمنافع علامات على ما تتعلق به من الحقائق .
وقوله : * ( ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ ) * عرض الشيء : إظهاره وإبانته والضمير في * ( عَرَضَهُمْ ) * يعود على المسميات ، وهي مفهومة من قوله : * ( الأَسْماءَ كُلَّها ) * إذ الأسماء لا بد لها من مسميات ، فإذا أجرى حديث عن الأسماء حضر في ذهن السامع ما هو لازم لها ، أعنى المسميات .
ودل على المسميات بضمير جمع الذكور العقلاء فقال : * ( عَرَضَهُمْ ) * ولم يقل عرضها ، لأن في جملة هذه المسميات أنواعا من العقلاء : كالملائكة ، والإنس ، ومن الأساليب المعروفة بين


( 1 ) تفسير القاسمى ج 2 ص 7 .

94

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست