responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 61


اللقاء واللقى واللقية . والمقصود : استقبلوهم وكانوا في مواجهتهم وقريبا منهم . ومرادهم بقولهم « آمنا » أخلصنا الإيمان بقلوبنا لأن الإقرار باللسان معلوم منهم .
وإذا خلوا إلى شياطينهم ، أى : انفردوا مع رؤسائهم وقادتهم المشبهين الشياطين في تمردهم وعتوهم وصدهم عن سبيل الحق . يقال : خلا به وإليه ومعه ، خلوا وخلاء وخلوة : سأله أن يجتمع به في خلوة ففعل وأخلاه معه .
أو المعنى : وإذا مضوا وذهبوا إلى شياطينهم ، يقال : خلا بمعنى مضى وذهب ، ومنه قوله تعالى قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ . أى مضت .
وعبر عن حالهم مع المؤمنين بالملاقاة ، وعن حالهم مع الشياطين بالخلوة إيذانا بأن هؤلاء المنافقين لا أنس لهم بالمؤمنين ، ولا طمأنينة منهم إليهم فهم لا يجالسونهم ولا يسامرونهم ، وإنما كل ما هنالك أن يلقوهم في عرض طريق ، أما شأنهم مع شياطينهم فهم إليهم يركنون ، وإليهم يتسامرون ويتحادثون ، لذلك هم بهم يخلون .
والمعية في قولهم * ( إِنَّا مَعَكُمْ ) * ، المراد منها موافقتهم في دينهم ، وأكدوا ما خاطبوا به شياطينهم بحرف التأكيد ، إذ قالوا * ( إِنَّا مَعَكُمْ ) * ليزيلوا ما قد يجرى في خواطرهم من أنهم فارقوا دينهم وانقلبوا إلى دين الإسلام بقلوبهم ولم يؤكدوا ما خاطبوا به المؤمنين ، إذ قالوا لهم * ( آمَنَّا ) * ولم يقولوا « إنا آمنا » ليوهموهم أنهم بمرتبة لا ينبغي أن يترددوا في إيمانهم حتى يحتاجوا إلى تأكيد .
وقوله - تعالى - حكاية عنهم : * ( إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ ) * . وارد مورد الجواب عما قد يعترض به عليهم شياطينهم إذا قالوا لهم : كيف تدعون أنكم معنا مع أنكم توافقون المؤمنين في عقيدتهم وتشاركونهم في مظاهر دينهم ؟
فكان جوابهم عليهم * ( إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ ) * والاستهزاء : السخرية والاستخفاف بالغير ، يقال : هزأ منه وبه - كمنع وسمع - واستهزأ به ، أى : سخر .
والمعنى : إننا نظهر للمؤمنين الموافقة على دينهم استخفافا بهم وسخرية منهم ، لا أن ذلك صادر منا عن صدق وإخلاص .
ثم بين - سبحانه - موقفه منهم فقال : * ( اللَّه يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) * .
حمل بعض العلماء استهزاء اللَّه بهم على الحقيقة وإن لم يكن من أسمائه المستهزئ ، لأن معناه يحتقرهم على وجه شأنه أن يتعجب منه ، وهذا المعنى غير مستحيل على اللَّه ، فيصح إسناده إليه - تعالى - على وجه الحقيقة .

61

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست