responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 57


ثم أخبر - سبحانه - بأنهم بسبب سوء أعمالهم قد زادهم اللَّه ضلالا وخسرا فقال :
* ( فَزادَهُمُ اللَّه مَرَضاً ) * .
لأنهم استمروا في نفاقهم وشكهم ، ومن سنة اللَّه أن المريض إذا لم يعالج مرضه زاد لا محالة مرضه ، إذ المرض ينشئ المرض ، والانحراف يبدأ يسيرا ثم تنفرج الزاوية في كل خطوة وتزداد .
والمعنى : أن هؤلاء المنافقين قد زادهم اللَّه رجسا على رجسهم ، ومرضا على مرضهم ، وحسدا على حسدهم ، لأنهم عموا وصموا عن الحق ، ولأنهم كانوا يحزنون لأى نعمة تنزل بالمؤمنين . كما قال - تعالى - : إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ، وإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها .
ثم بين - سبحانه - سوء عاقبتهم فقال : * ( ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ ) * .
* ( أَلِيمٌ ) * أى : مؤلم وموجع وجعا شديدا . من ألم - كفرح - فهو ألم ، وآلمه يؤلمه إيلاما ، أى :
أوجعه إيجاعا شديدا .
والكذب : الإخبار عن الشيء بخلاف الواقع . ولقد كان المنافقون كاذبين في قولهم « آمنا باللَّه وباليوم الآخر » وهم غير مؤمنين ، وجعلت الآية الكريمة العذاب الأليم مرتبا على كذبهم مع أنهم كفرة ، والكفر أكبر معصية من الكذب ، للإشعار بقبح الكذب ، وللتنفير منه بأبلغ وجه ، فهؤلاء المنافقون قد جمعوا الخستين ، الكفر الذي توعد اللَّه مرتكبه بالعذاب العظيم ، والكذب الذي توعد اللَّه مقترفه بالعقاب الأليم .
وعبر بقوله : * ( كانُوا يَكْذِبُونَ ) * لإفادة تجدد الكذب وحدوثه منهم حينا بعد حين ، وأن هذه الصفة هي أخص صفاتهم ، وأبرز جرائمهم ، ثم وصفهم اللَّه - تعالى - بعد ذلك بجملة من الرذائل والقبائح مضافة إلى قبائحهم السابقة فقال :
[ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 11 الى 13 ] وإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( 11 ) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ ( 12 ) وإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ ولكِنْ لا يَعْلَمُونَ ( 13 )

57

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست