responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 45


قال تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ، واللَّه يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ واللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ .
ثم أضاف القرآن إلى صفات المتقين وصفا رابعا فقال :
* ( والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ) * .
والمراد بقوله - تعالى - * ( بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) * القرآن الكريم ، وإنما عبر عنه بلفظ الماضي - وإن كان بعضه مترقبا - تغليبا للموجود على ما لم يوجد .
والمراد بقوله - تعالى - * ( وما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ) * ، الكتب الإلهية السابقة التي أنزلها اللَّه على أنبيائه كموسى وعيسى وداود . وهذا كقوله - تعالى - :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّه ورَسُولِه ، والْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِه والْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ « 1 » .
والإيمان بما أنزل على الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يستلزم الإيمان برسالته ، ويستوجب العمل بما تضمنته شريعته .
وإيجاب العمل بما تضمنه القرآن الذي أنزله اللَّه على محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم باق على إطلاقه . أما الكتب السماوية السابقة فيكفى الإيمان بأنها كانت وحيا وهداية ، وقد تضمن القرآن الكريم ما اشتملت عليه هذه الكتب من هدايات وأصبح بنزوله مهيمنا عليها ، قال - تعالى - :
ونَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ .
وصار من المحتم على كل عاقل أن يعمل بما جاء به القرآن من توجيهات .
وقدم الإيمان بما أنزل عليه على الإيمان بما أنزل على الذين من قبله - مع أن الترتيب يقتضى العكس - لأن إيمانهم بمن قبله لا قيمة له إلا إذا آمنوا بمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم :
ولم يقل : ويؤمنون بما أنزل من قبلك بتكرير يؤمنون ، للإشعار بأن الإيمان به وبهم واحد ، لا تغاير فيه وإن تعدد متعلقه .
ويرى بعض العلماء أن المراد من الآية الكريمة ، أهل الكتاب الذين آمنوا بالكتب السماوية التي نزلت قبل القرآن ، نم لما نزل القرآن على النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وعرفوا أنه الحق - آمنوا به أيضا - ، فصار لهم أجران ، كما جاء في الحديث الشريف ، الذي ثبت في الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين يوم القيامة : رجل من


( 1 ) سورة النساء الآية 136 .

45

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست