responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 435


في الآخرة . وإن كان صدقا فإنه في الغالب يؤدى إلى العجب وكثرة الغرور ، أما ذكر اللَّه بإخلاص وخشوع فثوابه عظيم ، وأجره كبير . وفضلا عن ذلك فإن المرء إذا كان لا ينسى أباه لأنه سبب وجوده فأولى به ثم أولى ألا ينسى الذي خلق أباه وهو اللَّه رب العالمين .
فالمقصود من الآية الكريمة الحث على ذكر اللَّه - تعالى - والنهى عن التفاخر بالأحساب والأنساب .
و « أو » هنا في معنى الإضراب والترقي إلى أعلى ، لأنه . . سبحانه أمرهم أولا بأن يذكروه ذكرا يماثل ذكرهم لآبائهم ثم ترقى بهم إلى ما هو أعلى من ذلك وأسمى فطالبهم بأن يكون ذكرهم له - سبحانه - أكثر وأعظم من ذكرهم لآبائهم .
قال صاحب الكشاف : وقوله : * ( أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ) * في موضع جر عطف على ما أضيف إليه الذكر في قوله : « كذكركم » كما تقول كذكر قريش آباءهم أو قوم أشد منهم ذكرا . أو في موضع نصب عطف على * ( آباءَكُمْ ) * بمعنى ، أو أشد ذكرا من آبائكم . « 1 » وبعد أن أمر - سبحانه - الناس بذكره ، بين أنهم بالنسبة لدعائه وسؤاله فريقان ، أما الفريق الأول فقد عبر عنه بقوله : * ( فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وما لَه فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) * .
أى : من الناس نوع يقول في دعائه يا ربنا آتنا ما نرغبه في الدنيا فنحن لا نطلب غيرها ، وهذا النوع ليس له في الآخرة من * ( خَلاقٍ ) * أى : نصيب وحظ من الخير .
وهذا النوع من الناس هو الذي استولى عليه حب الدنيا وشهواتها ومتعها فأصبح لا يفكر إلا فيها ، ولا يهتم إلا بها ، صارفا نظره عن الآخرة وما فيها من ثواب وعقاب .
والفاء في قوله : * ( فَمِنَ النَّاسِ ) * للتفصيل ، لأن ما بعدها تقسيم للناس إلى فريقين .
وحذف مفعول * ( آتِنا ) * للدلالة على تعميم المطلوب فهم يطلبون كل ما يمكن أن تصل إليه أيديهم من متاع الدنيا بدون تمييز بين حلال أو حرام . وأما الفريق الثاني فقد عبر - سبحانه - عنه بقوله : * ( ومِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النَّارِ ) * .
أى : يقولون يا ربنا اعطنا حسنة في الدنيا أى : حالا حسنة في الدنيا تكون معها أبداننا سليمة ، ونفوسنا آمنة ، ومعيشتنا ميسرة بحيث لا نحتاج إلى أحد سواك ، ولا نذل إلا لك ، وامنحنا حالا حسنة في الآخرة بأن تجعلنا يوم لقائك ممن رضيت عنهم ، ورضوا عنك . وأبعدنا يوم القيامة من عذاب النار . ولم يذكر - سبحانه - قسما ثالثا من الناس وهو الذي يطلب الآخرة


( 1 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 248 .

435

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست