نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 412
فيكون حمل الانتهاء على الأمرين معا أولى من حمله على القتال فحسب . وقوله - تعالى - : * ( وقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويَكُونَ الدِّينُ لِلَّه ) * معطوف على جملة * ( وقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ) * والضمير « هم » يعود على الذين يقاتلون المسلمين وهم من سبق الحديث عنهم . والمراد من * ( الْفِتْنَةُ ) * الشرك وما يتبعه من أذى المشركين للمسلمين واضطهادهم وتعذيبهم . قال الآلوسى : ويؤيده أن مشركي العرب ليس في حقهم إلا الإسلام أو السيف . لقوله - سبحانه - : تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ . وفي الصحيحين عن ابن عمر : أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على اللَّه « . والدين في اللغة : العادة والطاعة ثم استعمل فيما يتعبد به اللَّه - تعالى - سواء أكان ما تعبد به صحيحا أم باطلا . والمراد هنا : الدين الصحيح الذي شرعه اللَّه لعباده على لسان نبيهم محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليتوصلوا به إلى الصلاح في الحال والفلاح في المآل . والمعنى : قاتلوا أولئك المشركين حتى تزيلوا الشرك ، وحتى تكسروا شوكتهم ولا يستطيعوا أن يفتنوا طائفة من أهل الدين الحق ، وحتى يكون الدين الظاهر في الأرض هو الدين الذي شرعه اللَّه - تعالى - على لسان نبيه محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وقد تحقق ذلك بالقتال الذي دار بين المسلمين والمشركين في أكثر من عشرين غزوة قادها النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بنفسه ، وفي أكثر من أربعين سرية بعث فيها أصحابه ، وكانت ثمار هذه المعارك أن انتصر الحق وزهق الباطل . وقبل أن يلتحق النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالرفيق الأعلى كان الدين الظاهر في جزيرة العرب هو دين الإسلام الذي جاء به الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله : * ( فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ) * والعدوان في أصل اللغة : الاعتداء والظلم الذي هو من الأفعال المحرمة والمراد به في الآية القتل حيث يرتكب جزاء للظالمين . والفاء في قوله * ( فَإِنِ انْتَهَوْا ) * للتعقيب . وقوله : * ( فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ) * قائم مقام جواب الشرط ، لأنه علة الجواب المحذوف . والمعنى : فإن امتنعوا عن قتالكم ولم يقدموا عليه ، وأذعنوا لتعاليم الإسلام ، فكفوا عن
412
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 412