responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 411


ما هاجمهم المشركون عنده أو فيه .
قال ابن كثير ما ملخصه : وقد دلت الآية على الأمر بقتال المشركين في الحرم إذا بدؤا بالقتال فيه دفعا لصولتهم ، كما بايع النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أصحابه يوم الحديبية تحت الشجرة على القتال ، لما تألبت عليه بطون قريش ومن والاهم من أحياء ثقيف والأحابيش عامئذ ، ثم كف اللَّه القتال بينهم فقال : وهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ « 1 » .
وقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لخالد بن الوليد ومن معه يوم الفتح : إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصدا حتى توافونى على الصفا . . فما عرض لهم أحد إلا أناموه وأصيب من المشركين نحو اثنى عشر رجلا » « 2 » .
ولم يقل - سبحانه - فإن قاتلوكم فقاتلوهم ، وإنما قال * ( فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ) * تبشيرا للمؤمنين بالغلبة عليهم ، وإشعارا بأن هؤلاء المشركين من الخذلان والضعف بحالة أمر اللَّه المؤمنين معها بقتلهم لا بقتالهم فهم لضعفهم لا يحتاجون من المؤمنين إلا إلى القتل .
وقوله : * ( كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ) * تذييل لما قبله . واسم الإشارة ذلك يعود إلى قتل المقاتلين أينما وجدوا .
والجزاء : ما يقع في مقابلة الإحسان أو الإساءة ، فيطلق على ما يثاب به المحسن ، وعلى ما يعاقب به المسيء . والمراد به في الآية العقاب .
أى : مثل هذا الجزاء العادل من القتل والردع يجازى اللَّه الكافرين الذين قاتلوا المؤمنين وأخرجوهم من ديارهم .
ثم فتح القرآن للكافرين الذين قاتلوا المسلمين التوبة فقال : * ( فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ) * .
الانتهاء : أصله مطاوع نهى . يقال : نهاه فانتهى ثم توسع فيه فأطلق على الكف عن الشيء ، لأن النهى هو طلب ترك الشيء .
أى : فإن انتهوا عن الكفر وعن مقاتلتكم فكفوا عنهم ولا تتعرضوا لهم فإن اللَّه غفور رحيم . وكل من تاب من كفر أو معصية فشأن اللَّه معه أن يغفر له ويرحمه .
ونظير هذه الآية قوله - تعالى - : قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ « 3 » وإنما قلنا فإن انتهوا عن الكفر وعن القتال لأن سياق الحديث عن الكافرين المقاتلين للمؤمنين ،


( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 227 . ( 2 ) تفسير القاسمى ج 2 ص 476 . ( 3 ) تفسير الآلوسى ج 2 ص 76 .

411

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست