responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 358


والثاني : وإليه ذهب الفراء : أنها استفهامية صحبها معنى التعجب ، نحو : « كيف تكفرون باللَّه » .
والثالث : ويعزى للاخفش : أنها موصولة .
والرابع ويعزى له أيضا : أنها نكرة موصوفة وهي على هذه الأقوال الأربعة في محل رفع بالابتداء وخبرها على القولين الأولين الجملة الفعلية بعدها ، وعلى قولي الأخفش يكون الخبر محذوفا « 1 » .
ثم بين - سبحانه - أن سبب استحقاقهم للعذاب الأليم ، هو ارتكابهم لما نهى اللَّه عنه عن قصد وسوء نية فقال : * ( ذلِكَ بِأَنَّ اللَّه نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ ) * .
أى : ذلك العذاب الأليم حل بهم بسبب أن اللَّه أنزل التوراة مصحوبة ببيان الحق الذي من جملته التبشير ببعثة النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فكتموا هم هذا الحق وامتدت إليه أيديهم الأثيمة بالتحريف والتأويل إيثارا لمطامع دنيوية على هدى اللَّه الذي هو أساس كل سعادة .
فاسم الإشارة * ( ذلِكَ ) * يعود على مجموع ما سبق بيانه من أكل النار ، وعدم تكليم اللَّه إياهم ، وعدم تزكيتهم . . إلخ .
والباء في قوله : * ( بِأَنَّ ) * للسببية ، والمراد بالكتاب : التوراة .
ثم ختم - سبحانه - الحديث عن هؤلاء الكاتمين للحق بقوله : * ( وإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ ) * .
اختلفوا : خالف بعضهم بعضا ، وأصله من اختلاف الطريق ، تقول اختلفوا في الطريق .
أى : جاء بعضهم من جهة والبعض الآخر من جهة أو جهات أخرى . ثم استعمل في الاختلاف في المذاهب والاعتقاد .
والكتاب : التوراة ، أو التوراة والإنجيل ، إذ يصح أن يراد جنس الكتاب والمقام يقتضى صرفه إلى هذين الكتابين ، وقد أبعد في التأويل من قال بأن المراد به القرآن لأن الحديث عن أهل الكتاب الذين كتموا ما في كتبهم من بشارات بالرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم واختلافهم في الكتاب من مظاهره : إيمانهم ببعضه وكفرهم بالبعض الآخر ، وتحريفه عن مواضعه وتأويله على غير ما يراد منه .
والشقاق : الخلاف ، كأن كل واحد من المختلفين في شق غير الشق الذي يكون فيه الآخر ،


( 1 ) حاشية الجمل على الجلالين ج 1 ص 140 .

358

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست