نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 329
وصف أو متعلق كقوله : وإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً « 1 » . وجملة * ( لا إِله إِلَّا هُوَ ) * مقررة لما تضمنته الجملة السابقة من أن اللَّه واحد لا شريك له ، ونافية عن اللَّه - تعالى - الشريك صراحه ، ومثبتة له مع ذلك الإلهية الحقة ، ومزيحة لما عسى أن يتوهم من أن في الوجود إلها سوى اللَّه - تعالى - لكنه لا يستحق العبادة . ومعناها : إن اللَّه إله ، وليس شيء مما سواه بإله . وهذه الجملة الكريمة خبر ثان للمبتدأ وهو * ( إِلهُكُمْ ) * أو صفة أخرى للخبر وهو ( إله ) وخبر ( لا ) محذوف أى لا إله موجود إلا هو ، والضمير ( هو ) في موضع رفع بدل من موضع لا مع اسمها . وقوله : ( الرحمن الرحيم ) خبر مبتدأ محذوف ، وقيل غير ذلك من وجوه الإعراب . والمعنى : وإلهكم الذي يستحق العبادة إله واحد ، لا إله مستحق لها إلا هو ، هو الرحمن الرحيم . أى : المنعم بجلائل النعم ودقائقها ، وهو مصدر الرحمة ، ودائم الإحسان . وأتى - سبحانه - بهذين اللفظين في ختام الآية ، لأن ذكر الإلهية والوحدانية يحضر في ذهن السامع معنى القهر والغلبة وسعة المقدرة وعزة السلطان ، وذلك مما يجعل القلب في هيبة وخشية ، فناسب أن يورد عقب ذلك ما يدل على أنه مع هذه العظمة والسلطان ، مصدر الإحسان ومولى النعم ، فقال : ( الرحمن الرحيم ) ، وهذه طريقة القرآن في الترويح على القلوب بالتبشير بعد ما يثير الخشية ، حتى لا يعتريها اليأس أو القنوط . وبعد أن أخبر - سبحانه - بأنه هو الإله الذي لا يستحق العبادة أحد سواه ، عقب ذلك بإيراد ثمانية أدلة تشهد بوحدانيته وقدرته ، وتشتمل على آيات ساطعات ، وبينات واضحات ، تهدى أصحاب العقول السليمة إلى عبادة اللَّه وحده ، وإلى بطلان ما يفعله كثير من الناس من عبادة مخلوقاته . ويشتمل الدليل الأول والثاني على أنه - سبحانه - هو المستحق للعبادة في قوله - تعالى - : * ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * . الخلق : هو الإحداث للشيء على غير مثال سابق . وهو هنا بمعنى المخلوق . إذ الآيات التي تشاهد إنما هي في المخلوق الذي هو السموات والأرض .
( 1 ) تفسير التحرير والتنوير للشيخ محمد بن عاشور ج 2 ص 70 .
329
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 329