responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 288


استحقاق الجزاء على الأعمال التي نعملها ، فانظروا إلى أعمالنا وأعمالكم تجدوا أعمالنا خيرا من أعمالكم ، لأننا نزيد عليكم الإخلاص للَّه في تلك الأعمال فلا تستبعدوا أن يؤهل أهل إخلاصه بإكرامهم بالنبوة .
فقوله تعالى : * ( وهُوَ رَبُّنا ورَبُّكُمْ ، ولَنا أَعْمالُنا ولَكُمْ أَعْمالُكُمْ ) * حجتان مبطلتان لدعوى أهل الكتاب أنهم أحق لأن تكون النبوة فيهم لأن نسبة العباد إلى الله - تعالى - واحدة هو ربهم وهم عباده ، والتفاضل في المنازل لديه إنما يكون بالأعمال الصالحة والإخلاص للَّه فيها ، وهو أعلم حيث يجعل رسالته ، ويختص بوحيه من يراه أهلا لذلك ، وقد شاء - سبحانه - أن ينزل وحيه على محمد صلَّى الله عليه وسلَّم النبي الأمى العربي ، بدين عام خالد فيه الهداية والنور والفلاح في الدنيا والآخرة .
وقوله تعالى : * ( ونَحْنُ لَه مُخْلِصُونَ ) * بيان لسبب أحقية المسلمين بالهداية والكرامة ، والمعنى ، ونحن - يا معشر المسلمين - لربنا موحدون ، نخلص لله العبادة والعمل ، ولا نشرك معه آلهة أخرى ، أما أنتم فقد أشركتم وضللتم فقال بعضكم : « عزير ابن الله » وقال بعضكم الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّه فنحن أهدى منكم سبيلا ، وأقوم قيلا .
ولم يصف المسلمون أعمالهم بالحسن ، ولا أعمال المخاطبين بالسوء تجنبا لنفور المخاطبين من سماع خطابهم ، بل أوردوا كلامهم مورد قوله تعالى لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ كما أنهم لم يقولوا :
ونحن مخلصون وأنتم مخطئون ، بل اقتصروا على نسبة الإخلاص لأنفسهم ، وفي ذلك تعريض لطيف بأن المخاطبين غير مخلصين للَّه ، فإن إخبار الإنسان باشتراكه مع جماعة في أمر أو أمور ، وإفراد نفسه بعد ذلك بأمر ، يومئ إلى أن هذا الأمر الذي أثبته لنفسه خاصة معدوم في أولئك الجماعة .
فمعنى الجملة : ونحن مخلصون في أعمالنا للَّه وحده ، ولم نخلطها بشيء من الشرك كما فعل غيرنا .
وبعد أن أبطل القرآن الكريم محاجة أهل الكتاب في دين الله بغير حق وأنكر عليهم ذلك ، عقبه بإبطال دعواهم أن أسلافهم من الأنبياء كانوا هودا أو نصارى فقال تعالى : * ( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى ، قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّه ، ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَه مِنَ اللَّه ومَا اللَّه بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) * .
وقوله تعالى : * ( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والأَسْباطَ ) * حرف « أم » فيه معادل للهمزة في قوله تعالى في الآية السابقة * ( أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّه ) * على أحد الوجوه بمعنى أى الأمرين تأتون ؟ المحاجة في حكمة الله أم ادعاء اليهودية والنصرانية على الأنبياء المذكورين في

288

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست