responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 284


الأسباط من السبط وهو التتابع ، فهم جماعة متتابعون ، وقيل أصله من السبط « بالتحريك » وهو الشجر ، أى هم في الكثرة بمنزلة الشجر : الواحد سبطة ، ويبين لك هذا ما روى عن ابن عباس ، قال : كل الأنبياء من إسرائيل إلا عشرة : نوحا وشعيبا ، وهودا وصالحا ولوطا وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل ومحمدا - صلوات اللَّه وسلامه عليهم جميعا » « 1 » .
وقوله تعالى : * ( وما أُوتِيَ مُوسى وعِيسى وما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ) * معناه : وآمنا - أيضا - بالتوراة التي أعطاها اللَّه - تعالى - لموسى ، وبالإنجيل الذي أعطاه لعيسى ، وبكل ما آتاه اللَّه لأنبيائه تصديقا لهم في نبوتهم .
وعطف - سبحانه - عيسى على موسى بدون إعادة الفعل لأن عيسى جاء مصدقا للتوراة ، وما نسخ منها إلا أحكاما يسيرة ، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم في قوله حكاية عنه ومُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ ، ولأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ .
وقدم - سبحانه - الإيمان باللَّه على غيره لأن الإيمان بالأنبياء . وما أنزل إليهم متوقف على الإيمان باللَّه .
وقدم الإيمان بما أنزل إلينا - نحن معشر المسلمين - وهو القرآن الكريم لأن الإيمان به يجب أن يكون على وجهى الإجمال والتفصيل ، أما ما أنزل على الأنبياء من قبل كالتوراة والإنجيل ، فيكفى الإيمان به على وجه الإجمال .
وقوله تعالى : * ( لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ) * معناه : لا نفرق بين جماعة النبيين ، فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلتم يا معشر اليهود ، إذ كفرتم بعيسى ومحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وفعلكم هذا في حقيقته كفر بالأنبياء جميعا لأن من كفر بواحد منهم فقد كفر بالكل ، ولذلك فنحن معشر المسلمين نؤمن بجميع الأنبياء بدون تفرقة أو استثناء .
ثم بين - سبحانه - أن أهل الكتاب إن آمنوا بما دعوتموهم إليه معشر المسلمين ، فقد أصابوا الهدى ، وإن نأوا وأعرضوا فهم معاندون مستكبرون فقال تعالى :
* ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِه فَقَدِ اهْتَدَوْا ، وإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) * .
والفاء التي صدرت بها الآية الكريمة لترتيب ما بعدها على ما قبلها . لأن قول المؤمنين « آمنا باللَّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم إلخ .
من شأنه أن يرقق القلوب الجاحدة ، ويستميل النفوس الشاردة ، لبعده عن التعصب


( 1 ) تفسير القرطبي ج 2 ص 141 بتلخيص .

284

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست