responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 258


حول وحدانية اللَّه وردت عليها بما يدحضها ويثبت كذبها .
ثم أورد القرآن بعد ذلك الشبهات التي أثاروها حول نبوة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأجاب عنها بما يبطلها فقال تعالى :
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 118 ] وقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّه أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ( 118 ) عن ابن عباس قال : قال رافع بن حريملة اليهودي لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يا محمد ، إن كنت رسولا من اللَّه كما تقول ، فقل للَّه يكلمنا حتى نسمع كلامه فأنزل اللَّه هذه الآية « 1 » .
فالآية الكريمة معطوفة على قوله : * ( وقالُوا اتَّخَذَ اللَّه وَلَداً . . ) * .
ومعنى الآية الكريمة . * ( وقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) * علما نافعا أمثال هؤلاء اليهود الذين طالبوك بالمطالب المتعنتة - يا محمد - * ( لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّه ) * إما مشافهة ، أو بواسطة الوحى إلينا لا إليك ، أو يرينا حجة تقوم على صدق رسالتك ، قالوا هذا على وجه العناد والجحود أن تكون الآيات التي أقامها اللَّه على صدق رسالته آيات حقا .
وقد رد اللَّه تعالى عليهم بقوله : * ( كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ) * أى : مثل هذا القول المتعنت ، قال الجاحدون من أسلافهم الذين أرسل اللَّه إليهم الرسل ليخرجوهم من الظلمات إلى النور وفي هذه الجملة تسلية للرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأن ما لاقاه من قومه مثل ما لقيه الرسل من قبله .
* ( تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ) * أى تشابهت قلوب هؤلاء وأولئك في العناد والضلال .
* ( قَدْ بَيَّنَّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) * أى : جعلناها بينة واضحة في ذاتها لمن شأنهم الإخلاص في طلب الحق أينما كان ، فيتجهون إليه عن طريق الأدلة الصحيحة بقلوب نقية من الأهواء موقنة بجلال الحق ووجوب الطاعة .


( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 161 .

258

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست