responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 181


والاستفهام في قوله تعالى : * ( أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّه عَلَيْكُمْ ) * للإنكار والتوبيخ والفتح يطلق على القضاء ومنه قوله تعالى : رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ أى : اقض بيننا وبين قومنا بالحق .
قال ابن جرير : « أصل الفتح في كلام العرب القضاء والحكم والمعنى أتحدثونهم بما حكم اللَّه به عليكم وقضاه فيكم ؟ ومن حكمه - تعالى - وقضائه فيهم أخذه ميثاقهم بأن يؤمنوا بمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقد بشرت به التوراة » « 1 » .
وقوله تعالى : * ( لِيُحَاجُّوكُمْ بِه عِنْدَ رَبِّكُمْ ) * متعلق بالتحديث ومرادهم تأكيد النكير على إخوانهم الذين أظهروا إيمانهم نفاقا ، فكأنهم يقولون لهم : أتحدثون المؤمنين بما يفضحكم يوم القيامة أمام الخالق - عز وجل - وفي حكمه وقضائه ، لأنهم سيقولون لكم . ألم تحدثونا في الدنيا بما في كتابكم من حقيقة ديننا وصدق نبينا ؟ فيكون ذلك زائدا في ظهور فضيحتكم وتوبيخكم على رؤس الخلائق يوم الموقف العظيم ، لأنه ليس من اعترف بالحق ثم كتم كمن ثبت على الإنكار .
وجملة * ( أَفَلا تَعْقِلُونَ ) * من بقية مقولهم لمن نافق منهم . وقد أتوا بها لزيادة توبيخهم لهم حتى لا يعودوا إلى التحدث مع المؤمنين .
والمعنى : أليست لكم عقول تحجزكم عن أن تحدثوا المؤمنين بما يقيم لهم الحجة عليكم يوم القيامة ؟
ثم وبخهم اللَّه على جهلهم بحقيقة علمه فقال تعالى : * ( أَولا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وما يُعْلِنُونَ ) * أى : أيقول الذين لم ينافقوا من اليهود لإخوانهم الذين نافقوا ما قالوا ، ويكتمون من صفات النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما كتموا ، ويحرفون من كتاب اللَّه ما حرفوا ، ولا يعلمون أن اللَّه يعلم . ما يخفون من كفر وحقد ، وما يظهرون من إيمان وود ؟
فالآية الكريمة فيها توبيخ وتجهيل لليهود الذين عاتبوا المنافقين منهم على تحديث المؤمنين بما في توراتهم مما يؤيد صدق النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأنهم لو كانوا مؤمنين إيمانا صادقا بإحاطة علمه بسرهم وعلانيتهم ، لما نهوا إخوانهم عن تحديث المؤمنين بما فيها فإن ما فيها من صفات للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من الحقائق التي أمرهم اللَّه ببيانها ونهاهم عن كتمانها .
ثم بين القرآن الكريم بعد ذلك حال عوام اليهود ومقلديهم ، بعد أن بين حال علمائهم


( 1 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 380 .

181

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست