responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 168


اجتهد في الدعاء من أجل أن يزيدنا ربك إيضاحا ، وكشفا لحال تلك البقرة التي تريد منا أن نذبحها ، وإنا - إن شاء اللَّه - بسبب هذا الإيضاح سنهتدى إليها ، ثم إلى القاتل الحقيقي ، وبذلك ندرك الحكمة ، التي من أجلها أمرتنا بذبحها .
قال ابن جرير : وأما قوله تعالى : * ( وإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّه لَمُهْتَدُونَ ) * فإنهم عنوا وإنا إن شاء اللَّه لمبين لنا ما التبس علينا وتشابه من أمر البقرة التي أمرنا بذبحها . ومعنى اهتدائهم في هذا الموضع تبينهم ذلك الذي لزمهم ذبحه مما سواه من أجناس البقر » « 1 » .
وفي قوله تعالى : * ( قالَ إِنَّه يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ ، ولا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها ) * إضافة أوصاف جديدة للبقرة المطلوبة ، كانوا في غنى عنها لو أطاعوا نبيهم من أول الأمر ، ولكنهم للجاجتهم ، وسوء اختيارهم ، وبعد أفهامهم عن مقاصد الشريعة ، ضيقوا على أنفسهم دائرة الاختيار ، فأصبحوا مكلفين بالبحث عن بقرة موصوفة بأنها متوسطة السن ، لونها أصفر فاقع ، تبهج الناظرين إليها ، وهي ، بعد ذلك ، سائمة نفيسة غير مذللة ولا مدربة على حرث الأرض أو سقى الزرع ، سليمة من العيوب ، ليس فيها لون يخالف لونها الذي هو الصفرة الفاقعة .
وقوله تعالى : * ( لا ذَلُولٌ ) * « 2 » صفة لبقرة ، يقال : بقرة ذلول ، أى : ريضة زالت صعوبتها ، وإثارة الأرض : تحريكها وقلبها بالحرث والزراعة والحرث : شقها لإلقاء البذور فيها .
والمراد : نفى التذليل ونفى إثارة الأرض وسقى الزرع عن البقرة المطلوبة .
أى : هي بقرة صعبة لم يذللها العمل في حراثة الأرض ، ولا في سقى الزرع ، فهي معفاة من العمل في هذه الأشياء . و * ( لا ) * في قوله تعالى : * ( لا ذَلُولٌ ) * للنفي ، وفي قوله تعالى :
* ( ولا تَسْقِي الْحَرْثَ ) * مزيدة لتوكيد الأولى ، لأن المعنى : لا ذلول تثير وتسقى ، وأعيد في قوله تعالى * ( ولا تَسْقِي الْحَرْثَ ) * مراعاة للاستعمال الفصيح .
وقوله - تعالى - : * ( مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها ) * صفتان للبقرة ، ومسلمة مفعلة من السلامة .
والشية : اللون المخالف لبقية لون الشيء ، وأصله من وشى الشيء ، وهو تحسين عيوبه التي تكون فيه بضروب مختلفة من ألوان سداه ولحمته .
والمعنى : إن هذه البقرة سليمة من العيوب المختلفة ، وليس فيها لون يخالف لون جلدها من


( 1 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 358 . ( 2 ) الذلول - بفتح الذال - فعول من ذل ذلا - بكسر الذال - في المصدر بمعنى لأن وسهل ، وأما الذل - بضم الذال - فهو ضد العز ، وهما مصدران لفعل واحد خص في الاستعمال أحد المصدرين بأحد المعنيين .

168

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست