responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 103


والتواب وصف له - تعالى - من تاب ، أى : قبل التوبة ، وجاء التعبير بصيغة فعّال ، للإشعار بأنه كثير القبول للتوبة من عباده ، وليدل على أنه يقبل توبة العبد وإن وقعت بعد ذنب يرتكبه ويتوب منه ثم يعود إليه بعد التوبة ثم يتوب بعد العودة إليه توبة صادقة نصوحا .
وبعد أن أخبر القرآن في الآيات السابقة أن اللَّه - تعالى - قد أمر آدم وحواء وإبليس بالهبوط من الجنة ، نراه بعد ذلك قد أعاد خبر الأمر بالهبوط فقال :
* ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً ، فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ) * .
وليست هذه الإعادة من قبيل التكرار الذي يقصد منه مجرد التوكيد ، بل قص الأمر بالهبوط أولا ليعلق عليه معنى هو كون بعضهم لبعض عدوا .
ثم قصه ثانية ليعلق عليه معنى آخر هو ما ترتب على الهبوط من تفصيل لحال المخاطبين ، وانقسامهم إلى مهتدين وضالين .
والفاء في قوله * ( فَإِمَّا ) * لإفادة ترتيب انقسام المخاطبين إلى مهتدين وكافرين على الهبوط المفهوم من قوله : * ( اهْبِطُوا ) * .
وإما هي إن الشرطية دخلت عليها « ما » لإفادة التوكيد ، ويغلب على فعل شرطها أن يكون مؤكدا بالنون وأوجب بعضهم ذلك .
والهدى من اللَّه معناه الدلالة على ما هو حق وخير بلسان رسول ، أو بآيات كتاب .
وقد صرح - سبحانه - بأن الهدى صار منه بقوله : * ( مِنِّي هُدىً ) * ثم أضافه إلى نفسه بقوله : * ( هُدايَ ) * للإيذان بتعظيم أمر الهدى وأنه أحق بأن يتبع ، ويتخذ سبيلا لطمأنينة النفس في الدنيا ، والفوز بالسعادة في الأخرى .
والخوف : الفزع وهو تألم النفس من مكروه يتوقع حصوله .
والحزن : الغم الحاصل لوقوع مكروه أو فقد محبوب .
ومعنى * ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) * أن نفوسهم آمنة مطمئنة بحيث لا يعتريها فزع ، ولا ينتابها ذعر ، كما أن قوله : * ( ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ) * ينفى عنهم الاغتمام لفوات مطلوب أو فقد محبوب .
ونفى الخوف والحزن ورد في الآية على وجه الإطلاق ، وظاهره أن المهتدين لا يعتريهم الخوف ولا الحزن في دنياهم ولا في آخرتهم ، ولكن قوله - تعالى - فيما يقابله من جزاء الكافرين * ( أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * ، يرجح أن يكون المراد نفى الخوف والحزن في الدار الآخرة .

103

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست