نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 63
أن يقرر أن ذلك على كل حال قد جاء في القرآن وظل ثانويا ولم يكن رئيسيا أصلا [1] . وعلاوة على هذا فإن الحثّ على الإنفاق في سبيل اللَّه قد شغل حيزا غير يسير من القرآن وجاء بأساليب قوية نافذة . وهذا مما يكون قرينة قوية على الهدف الذي استهدف بالجهاد وهو توطيد الأمن وحرية الدعوة ودفع البغي والعدوان وإيجاب الإنفاق عليه على المسلمين أكثر من إغرائهم بالمغانم من ورائه [2] . أما حياة النبي الشخصية وزواجاته فإنها من جهة متسقة مع طبيعة النبي البشرية التي قررها القرآن ، ومن جهة فإن في الفصول القرآنية ما يزيل ما وقع من الوهم في مشكلاتها وما يدل على الخطأ في فهمها وروايتها . وفي آيات تخيير نساء النبي في سورة الأحزاب [ 28 - 34 ] ما فيه كل الاتساق مع عظمة خلق النبي واستغراقه في اللَّه ومهمته العظمى وما كان يختاره من شظف العيش وضنكه في حياته البيتية الخاصة . هذا مع القول إن الأخذ والردّ في هذه الناحية ليس إلا ظاهرة من ظواهر التمحّل والهوى وضيق الأفق والنظر والتعامي عن الجوهر واللباب [3] .
[1] اقرأ مثلا الآيات التالية البقرة : [ 154 إلى 157 و 190 إلى 194 و 216 إلى 218 ] ، وآل عمران : [ 139 إلى 148 و 169 إلى 179 و 195 ] ، والنساء : [ 72 إلى 76 و 94 إلى 100 ] ، والمائدة : [ 33 إلى 34 و 51 إلى 66 ] ، والأنفال : [ 1 إلى 8 و 38 إلى 47 و 55 إلى 71 ] ، والتوبة : [ 1 إلى 16 و 20 إلى 22 و 29 إلى 35 و 89 إلى 100 و 111 و 118 إلى 132 ] ، والحج : [ 39 إلى 41 ] ، والأحزاب : [ 10 إلى 14 و 22 إلى 27 ] ، والصف : [ 10 إلى 13 ] . [2] اقرأ الفصل الرائع في سورة البقرة : [ 260 إلى 264 ] وكذلك آيات البقرة : [ 195 و 245 و 254 ] ، والحديد : [ 10 إلى 11 و 18 ] مثلا . [3] في مختلف فصول كتابنا « سيرة الرسول » الذي صدر عام 1368 / 1948 شروح وبيانات وافية مؤيدة بالأسانيد القرآنية في صدد جميع ما تناوله هذا البحث وخاصة في فصول اليهود والنصارى والجهاد والتشريع في الجزء الثاني .
63
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 63