نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 537
2 - تقرير بأن ذلك ليس كما يظن الإنسان في حاليه . ونفي ردعي لهذا الظن . وإنما هو امتحان رباني ، ليظهر موقفه من اللَّه والناس في حالتي اليسر والعسر والنعيم والبؤس . وفي الآيات الأربع التالية تأنيب ردعي وتكذيبي : 1 - للذين يحتقرون اليتيم ولا يرعون حقه . 2 - وللذين يضنون على المساكين وخاصة بما هم في حاجة إليه من الطعام الذي فيه حفظ حياتهم ، ولا يحض بعضهم بعضا على ذلك . 3 - وللذين يشتد فيهم الشره إلى المال ويحبونه حبّا يملك عليهم مشاعرهم ويجعلهم يستبيحون أكل الميراث ، دون تفريق بين حقّ وباطل وحلال وحرام . ولقد روى الطبري عن حرملة بن عمران أنه سمع عمر مولى غفرة يقول : إذا سمعت اللَّه يقول ( كلا ) فإنما يقول للمخاطب ( كذبت ) وتطبيقا على هذا يكون ما ذكرناه مما انطوى في الآيات الأربع بمثابة تكذيب لقول القائلين . ويبدو لأول وهلة أن هذا الفصل منفصل عن الفصل السابق . غير أن الصلة تلمح بينهما حين التروي . فالفصل الأول بسبيل التذكير بما كان من بغي بعض الأمم والملوك السابقين وطغيانهم وفسادهم في الأرض ونكال اللَّه فيهم ، وقد احتوى قسما ربانيا بأن اللَّه بالمرصاد لأمثالهم دائما . وهذا الفصل بسبيل بيان ما يدور في أذهان الناس - ومنهم السامعون - من ظنون خاطئة في حالتي يسرهم وعسرهم فيها غرور وسوء أدب نحو اللَّه . وما يقدم عليه الناس - ومنهم السامعون - من بغي على الفئات الفقيرة والضعيفة وحرمان لهم من مقومات الحياة ونعم اللَّه التي أنعم عليهم . وازدرائهم ، وما ينبعث في نفوس الناس - ومنهم السامعون - من حب شديد للمال يجعلهم لا يفرقون في سبيله وخاصة في الميراث بين حلال وحرام . ويلمح في حرف الفاء التعقيبي أو التفسيري - الذي بدىء به الفصل الثاني واللَّه أعلم - قصد تشميل قسم اللَّه بأنه بالمرصاد للناس الذين حكى هذا الفصل
537
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 537