نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 497
الترتيب [1] أي أنها نزلت بعد سورة المسد بثلاث سنين على الأقل . وروح آية وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ تلهم أنها لم تنزل مبكرة [2] . لذلك فنحن نتوقف في الروايات ، وإشراك امرأة أبي لهب مما يقوي صواب توقفنا إن شاء اللَّه . ولقد ذكرت الروايات [3] أن إحدى بنات النبي كانت مخطوبة أو زوجة لعتبة بن أبي لهب وأن بيت النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان مجاورا لبيت أبي لهب . فمما يمكن أن يرد على البال بقوة أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قد اتصل بعمه عقب نزول الوحي عليه في أول من اتصل بهم ودعاه في أول من دعا . فالرجل عمه وجار بيته وصهره ، ولعله كان يكثر التردد على بيته . ومن المعقول أن يفاتحه قبل الناس وأن يفضي إليه بأمره وأن يطلب منه التصديق والتعضيد ولعله كان واثقا كل الثقة بأنه سيقابل بالحسنى والإجابة ، وبأنه واجد في عمه العضد القوي والسند الأمين . فلم يلبث أن خاب أمله فقوبل أسوأ مقابلة ، وكان من عمه وزوجته أشد موقف في الأذى والعناد والتعطيل ، والقطيعة حتى لقد روي [4] أن أبا لهب كان يسير وراء النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فكلما رآه يكلم أحدا جاء إليه وقال له : أنا عمه فلا تصدقه فإنه ذاهب العقل ، وأن زوجته كانت تضع الأقذار أمام بيته وتشيع عنه الإشاعات السيئة . وأن الزوجين حملا ابنهما على تطليق بنت النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وعمومة أبي لهب للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مما يزيد في شدة موقفه في نفس النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وفي الغرباء كما هو بدهي . ونعت امرأة أبي لهب بحمالة الحطب يلهم أنها كانت ذات تأثير قوي في الموقف فيزداد شدة ولعلها كانت تقوي زوجها وتنفخ في روحه كلما أنست فيه جنوحا إلى الفتور والتروي ، بسبب ما كان
[1] انظر تراتيب النزول المروية في كتابنا سيرة الرسول ج 1 ص 134 - 135 والإتقان في علوم القرآن ج 1 ، ص 26 . [2] يذكر الطبري في تاريخه ج 2 ص 61 . [3] انظر مجمع الزوائد ، مكتبة القدسي ج 9 ص 213 - 214 . [4] انظر سيرة ابن هشام ج 2 ص 32 مطبعة حجازي وتفسير السورة في تفسير ابن كثير والبغوي والطبري والنيسابوري وابن عباس ، والجزء والصحف المذكورة آنفا من مجمع الزوائد .
497
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 497