نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 450
التعريفات التي عرف بها أنه كل ما دقّ مأخذه وخفي سببه من آثار نفسية وحسية . أو كل ما ظهر على غير حقيقته . أو كل ما يحدث في النفس والحث من آثار غير اعتيادية . ‹ 5 › يؤثر : معروف مأثور . وهذه الآيات تصف موقف ذلك الكافر العنيد الذي أشير إليه في الآيات السابقة ، فقد فكر في نفسه حينما سمع النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يتلو القرآن واستنتج وحسب أنه عرف الحقيقة قاتله اللَّه ثم قاتله ، فلم يلبث أن عبس في وجه النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وتجهم ثم أدبر عنه مستكبرا مستخفا قائلا إن هذا هو من أعمال السحرة وأقوالهم المعروفة ، وإنه ليس إلَّا من كلام البشر . والآيات متصلة بالسياق السابق واستمرار له كما هو واضح . وأسلوبها تنديدي وتقريعي ووصفي معا . والوصف قوي يكاد القارئ يرى منه موقف الكافر العنيد ماثلا بارزا . وقد روى المفسرون أن هذا الموقف الذي وصفته الآيات هو كذلك موقف الوليد بن المغيرة الذي روي عنه القول السابق في سياق الآيات السابقة . فقد روى الطبري في سياق هذه الآيات أن الوليد قال لزعماء قريش : سأختبر لكم الليلة هذا الرجل . فأتى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فوجده قائما يصلي ويقرأ القرآن فعاد فسألوه فقال : سمعت قولا حلوا أخضر مثمرا يأخذ بالقلوب ، فقالوا : هو شعر ؟ فقال : لا واللَّه ما هو بالشعر وليس أحد أعلم بالشعر مني . قالوا : فهو كاهن ؟ فقال : لا واللَّه ما هو بكاهن فقد عرضت الكهانة عليّ . قالوا : فهو سحر الأولين اكتتبه ؟ فقال : لا أدري إن كان شيئا فهو إذا سحر يؤثر . وقد روى ابن كثير في سياق تفسير هذه الآيات رواية أخرى فيها بعض المباينة ولكنها متفقة في جوهرها مع الرواية السابقة . ومهما يكن من أمر ففي الآيات صورة أخرى تكررت كثيرا فيما بعد ، مما وجه للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مباشرة من ردود على دعوى نبوته وصلته بوحي اللَّه . ففي سورة
450
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 450