responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة    جلد : 1  صفحه : 441


تستكثر ما تفعله من الخير وتمنن به أي تفخر به أو تحمل من تعطيه الجميل [1] ، ويمكن أن تكون بمعنى أنك إذا لم تمنن بما تعطيه ييسر اللَّه لك الأكثر منه ، من باب لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [ إبراهيم / 7 ] .
ظاهر أن في ألفاظ بعض الآيات تأخيرا وتقديما لحفظ الوزن والقافية وأن تقديرها : وكبر ربك وطهر ثيابك واهجر الرجز ولا تستكثر ما تفعل ولا تمنن به أو لا تفعله للاستكثار من المقابلة عليه واصبر لحكم ربك ، ومعانيها واضحة لا تحتاج إلى شرح آخر .
وقد ذكرت الروايات أن هذه الآيات نزلت بعد فترة قصيرة من الوحي ، بعد نزوله الأول على النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في غار حراء . ومما جاء في حديث مروي عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهو يحدث عن فترة الوحي أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال :
بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثوت منه خوفا وجئت أهلي فقلت زملوني زملوني ، وفي رواية دثروني دثروني ، فدثروني فأنزل اللَّه : * ( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) * إلى قوله * ( والرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) * . ثم تتابع الوحي [2] وهناك روايات تذكر أنها أول ما أنزل أو أنها ثاني أو ثالث أو رابع مجموعة نزلت [3] .
ولما كانت الآيات التالية لها قد احتوت حكاية أقوال بعض المكذبين ومواقفهم ، ولا يمكن أن يكون هذا إلَّا بعد نزول جملة من القرآن وسير النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في الدعوة شوطا ، فيكون ترتيب السورة المتقدم بسبب رواية تبكير نزول آياتها الأولى هذه .
والرواية التي تذكر أولية نزولها على غيرها وردت في حديث رواه البخاري



[1] انظر الطبري أيضا .
[2] انظر تفسير الآيات في تفسير الطبري وحديث جابر رواه الشيخان والترمذي أيضا بصيغة قريبة جدا . انظر التاج ج 3 ص 228 .
[3] انظر تفسير الآيات في تفسير الآلوسي وتاريخ الطبري ج 2 ص 50 - 52 مطبعة الاستقامة .

441

نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست