نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 42
سري عنه فأنزل اللَّه غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ . 4 - عن عائشة قالت قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام قالت وعليه السلام ورحمة اللَّه قالت وهو يرى ما لا نرى . ففي بعض النصوص القرآنية صراحة بنزول وحي اللَّه بالقرآن على قلب النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وفي بعضها ما يمكن أن يلهم أن الوحي تجلّ روحاني رباني ينزل على من يختاره اللَّه من عباده لرسالته تارة مترافقا مع الملائكة وبتخصيص مع جبريل وتارة بدون ذلك ، وفي بعضها إشارة إلى أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يرى الملك الرباني بعين بصيرته وكان يسمع كلامه ويتلقى عنه أيضا . والأحاديث الواردة تفيد تارة نزول الوحي على قلب النبي ، وتارة رؤية النبي لملك اللَّه وسماعه كلامه وتلقيه عنه كذلك . وهذه وتلك وآثار عديدة أخرى تفيد أن الوحي كان ينزل على النبي وهو بين الناس أو هو في بيته فلا يشعر به غيره ، وكل ما يكون من مظهره أن يأخذه الجهد ويطرأ عليه شيء من الانفعال الروحاني ويتصبب عرقا ثم ينفصم عنه وقد وعى ما نزل عليه فيبادر إلى إبلاغه وإملائه في مجلسه الذي يكون فيه ، ويستأنف ما كان فيه من عمل أو حديث ، وتفيد كذلك أن النبي كان يشعر بأن الوحي الرباني الذي نزل عليه بمختلف الطرق هو شيء منفصل عن ذاتيته ، ولا تصح المماراة في ذلك لأنه المخبر الصادق بأمر لا يستطيع غيره أن يشعر به . هذا ولقد أثر عن النبي النهي عن تدوين شيء غير القرآن عنه كما تواترت الأخبار بأنه كان يأمر أحد كتابه بتدوين ما كان ينزل عليه من الوحي القرآني فورا . فهذا وذاك متصلان بشعوره الخاص بالفرق بين ما كان ينزل عليه من وحي قرآني وبين كلامه العادي أو ما يجول في نفسه من أفكار وخواطر أو ما يلهمه من اللَّه إلهاما أو يوحى إليه إيحاء من غير القرآن وبالحرص على عدم الخلط بينهما . ومما يتصل بهذا الإلهامات أو الإيحاءات الربانية للنبي في صدد أعمال وتشريعات عديدة . فغزوة بدر مثلا أقدم عليها النبي نتيجة لهذه الإلهامات ، وسورة الأنفال إنما نزلت بعد وقوعها .
42
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 42