responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة    جلد : 1  صفحه : 317


* ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) * حتى بلغ : * ( ما لَمْ يَعْلَمْ ) * » [1] . ونزول هذه الآيات ليلا وفي رمضان مؤيد بآيات قرآنية منها آية سورة البقرة هذه : شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيه الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى والْفُرْقانِ [ 185 ] ، وآية سورة الدخان هذه : إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ‹ 3 › ، وآية سورة القدر هذه : إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ‹ 1 › .
والأمر بالقراءة قصد به تلاوة ما يلقى إليه كما قصد به تنبيهه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى المهمة العظمى التي انتدب إليها ، وتعليمه أن يجعل اللَّه هو الفكرة الرئيسية التي تشغل ذهنه ، وأن يذكره في كل أمر من أموره دون سواه كما هو المتبادر .
وفي هذا تلقين جليل مستمر المدى وشامل للناس جميعا بالانصراف عما سوى اللَّه ، وبالارتفاع بالنفس الإنسانية إلى أفق لا تتأثر فيه بقوى الدنيا ومخاوفها ، ولا ترتبط في حياتها ومعايشها ومطالبها وآمالها بغير اللَّه الربّ الأكرم .
مغزى التنويه بالقراءة والكتابة والعلم في أول ما نزل من القرآن والآيات إلى هذا تنطوي على تنويه بالقراءة والكتابة والعلم ، وبالإنسان الذي اختص وحده بالقابلية لهذه النعم ، وبدء القرآن بذلك يزيد في قوة هذا التنويه ، فكأنما أريد جعل هذه النعم في مقدمة نعم اللَّه التي أنعمها على الإنسان ، وفي مقدمة ما يجب على الإنسان أن يشكر اللَّه عليه ويسعى في اكتسابه .
والقرآن على هذا الاعتبار أعظم وأقوى ، وأول داع ديني إلى العلم والقراءة والكتابة . وتعبير الإنسان شامل للذكر والأنثى على السواء ، وهكذا تكون الدعوة القرآنية شاملة جنسي الإنسان .



[1] « التاج » ، ج 3 ص 226 .

317

نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست