نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 229
مدة ثم حمأ مسنونا مدة ثم صلصالا [1] ثم جعلها جسدا وألقاه على باب الجنة . فكانت الملائكة يعجبون من صفة صورته لأنهم لم يكونوا رأوا مثله . وكان إبليس يمرّ به ويقول لأمر ما خلق هذا . فنظر إليه فإذا هو أجوف فقال هذا خلق لا يتمالك ، وقال يوما للملائكة إن فضل عليكم ماذا تصنعون . قالوا نطيع ربنا ولا نعصاه . فقال إبليس في نفسه لئن فضّل علي لأعصينه ، ولئن فضلت عليه لأهلكنه . فلما أراد اللَّه أن ينفخ فيه الروح أمرها أن تدخل في جسد آدم فنظرت فرأت مدخلا ضيقا فقالت يا ربّ كيف أدخل هذا الجسد قال اللَّه ادخليه كرها وستخرجين منه كرها ، فدخلت يافوخه فوصلت إلى عينيه فجعل ينظر إلى سائر جسده طينا ، فسارت إلى أن وصلت إلى منخريه فعطس فلما بلغت لسانه قال الحمد للَّه ربّ العالمين ، وهي أول كلمة قالها فناداه اللَّه رحمك ربك يا أبا محمد ، ولهذا خلقتك . ولما بلغت الروح إلى ركبتيه همّ ليقوم فلم يقدر فقال اللَّه خلق الإنسان من عجل . فلما بلغت الساقين والقدمين استوى قائما بشرا سويا لحما ودما وعظاما وعروقا وعصبا وأحشاء وكسي لباسا من ظفر يزداد جسده جمالا وحسنا كل يوم . ‹ 16 › إن الملائكة الذين ذكروا في آية البقرة [ 30 ] هم الذين كانوا في الأرض . وذلك أن اللَّه خلق الأرض والسماء وخلق الملائكة والجن فأسكن الملائكة السماء وأسكن الجن الأرض فعبدوا دهرا طويلا ، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي فأفسدوا واقتتلوا فبعث اللَّه عليهم جندا من الملائكة يقال لهم الجان ورأسهم إبليس وهم خزان الجنان فهبطوا إلى الأرض وطردوا الجن إلى جزائر البحار وشعاب الجبال ، وسكنوا الأرض ، وخفف اللَّه عنهم العبادة ، وأعطى إبليس ملك الأرض وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة وكان رئيسهم وأكثرهم علما . فكان يعبد اللَّه تارة في الأرض وتارة في السماء وتارة في الجنة . فدخله العجب وقال في نفسه ما أعطاني اللَّه هذا الملك إلا لأني أكرم الملائكة عليه فقال له ولجنده إني
[1] يظهر أن القائل أراد أن يوفق بين التعابير القرآنية حيث جاء في أحدها أن اللَّه خلق البشر من طين لازب وفي أحدها من حمأ مسنون وفي أحدها من صلصال .
229
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 229