نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 10
مصحفا وفق نزول القرآن [1] ، ولم نر نقدا أو إنكارا لهذا وذاك ، مما جعلنا نرى السير على هذه الطريقة سائغا . لا سيما والقصد منه هو خدمة القرآن بطريقة تكون أكثر نفعا . وليس هو الانحراف والشذوذ . واللَّه أعلم بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى . ومع ذلك فقد رأينا أن نستوثق من صحة ما ذهبنا إليه فاستفتينا سماحة الشيخ أبي اليسر عابدين مفتي سورية والشيخ عبد الفتاح أبا غدة ، الذي كان من المرشحين لإفتاء مدينة حلب ، فتلقينا منهما جوابا مؤيدا حيث قال الأول في جوابه : « إن التأليف والتصنيف تابع لأغراض المؤلفين حسبما يعرض لهم من أشكال ، لإظهار الفوائد التي يطلعون عليها ، وليس التفسير بقرآن يتلى حتى يراعى فيه ترتيب الآيات والسور ، فقد يعنّ للمفسر أن يفسر آية ثم يترك ما بجانبها لظهور معناها وقد يفسر سورة ثم يترك ما بعدها اعتمادا على فهم التالي . ولا مانع من تأليف تفسير على الشكل المذكور ، واللَّه أعلم » . وحيث قال الثاني : « إن شبهة المنع لهذه الطريقة آتية من جهة أنها طريقة تخالف ما عليه المصحف الشريف اليوم من الترتيب المجمع عليه والمتواتر إلى الأمة نقله جيلا بعد جيل . ودفع هذه الشبهة أن المنع يثبت فيما لو كان هذا الصنيع مسلوكا من أجل أن يكون هذا الترتيب مصحفا للتلاوة ، أي ليتلو الناس القرآن على النحو الذي سلكتموه . أما وإن الغرض للمفسر والقارئ معا غير هذا فلا مانع من
[1] « الإتقان في علوم القرآن » للسيوطي ج 1 ، ص 65 مطبعة عثمان عبد الرزاق ، طبعة عام 1306 هجرية .
10
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 10